وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال تعالى وهو يصف عباده المؤمنين: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}.

وهذه حال عجيبة اذ أنه عند الغضب قل من يقتصر على الإنصاف والعدل فضلا عن أن يتجاوز إلى الإحسان والعفو

وهذه الحال من خصائص أهل اليقظة من أهل الإيمان وذلك أن المرء منهم اذا تذكر أنه قد بدر منه ما قد يكون أغضب الله عليه وهو يطمع بالمغفرة

حمله ذلك على العفو عمن أغضبه وأساء في حقه طمعا في عفو الله عنه وكأنه يقول لنفسه : لا تقنطي فهذا وأنا عبد عفوت عمن أغضبني بالإساءة فما بالك بالعفو الغفور وذلك يولد في نفسه من الرجاء والغبطة بذلك ما يفوق لذة الانتقام بأضعاف مضاعفة ( وهذا في حقهم الشخصي لا في حدود الله )

والمغفرة تُطلب بالمغفرة والراحمون يرحمهم الرحمن ورحمة الله قريب من المحسنين.