نقد لقول نجاة آباء الأنبياء واعتباره موافقةً للشيعة ومخالفةً للكتاب والسنة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

جاء في «فتاوى الشهاب الرملي» [4/321]: “(سئل) عمن قال لا أحد من آباء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو آباء الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- كان كافرا، وأنكر أن يقال أن والد إبراهيم كان كافرا وذكر أن آزر كان عمه وما كان أباه هل هو مصيب أو مخطئ؟

(فأجاب) بأن القائل المذكور مخطئ في قوله متبع فيه رأي الشيعة وهو مخالف للكتاب العزيز والسنة الصحيحة ولما عليه أهل السنة وغيرهم أما الكتاب العزيز فلقوله
{وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين} [الأنعام: ٧٤] وقوله {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} [التوبة: ١١٤] وقوله {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا} [مريم: ٤١] {إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} [مريم: ٤٢]، وأما قول القائل المذكور: إن آزر كان عم إبراهيم وما كان أباه فمردود؛ لأنه لا يجوز صرف اللفظ عن حقيقته إلى مجازه إلا بدليل ولا دليل له فيه وقد اتفقت أئمة التفسير، وأهل السنة وغيرهم على أن أبا إبراهيم كان كافرا”.

أقول: الشهاب الرملي فقيه شافعي مصري، توفي عام 957، ويعده الشافعية الأشاعرة مجدد قرنه.

فانظر كيف اعتبر القول الذي يغتبط به رأس الشافعية في الأزهر اليوم قولاً باطلاً مخالفاً للكتاب والسنة، وهو قول الشيعة.

علماً أنه في هذه الفتيا حاول الانتصار للقول بنجاة أبوي النبي ﷺ مع قوله إن زمنهما ليس زمن فترة واعترافه أن حديث النجاة ضعيف.

وهذا يؤكد ما نذكره دائماً من أن هؤلاء الناس ليسوا أصحاب أسانيد متصلة كما يزعمون، بل يقعون بأشد مما ينكرونه على من يتبع الدليل ولا يتمذهب، وأنهم في كل زمان يزيدون ضلالاً عن سابقهم.

ويسرد لك إسناده في العلم ثم يركب عليه ما شاء من أمور جاء بها من هنا وهناك.

ويؤكد أيضاً ما ذكرته من تأثرهم الظاهر بالشيعة، وغلبة العاطفة عليهم باسم الأدب تارة وباسم الرحمة تارة أخرى، حتى ناقضوا البراهين الشرعية، ثم فجروا أشد الفجور مع من أخذ بالأدلة الشرعية واتبع السابقين من كل المذاهب.