قال تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا • يرسل السماء عليكم مدرارا} [نوح ١٠-١١]
هذه الآية أصل في ارتباط الاستغفار مع نزول المطر، ولهذا شرعت صلاة الاستسقاء، وفيها الاستغفار.
وكان السلف يقولون: ما نزلت بلية إلا بذنب.
ومن البلاء: القحط وإمساك المطر، ولذلك قد يكون نزول المطر مؤذناً بنزول المغفرة، فأُمسِك عنا المطر، فاستغفرنا فزال سبب البلاء -وهو الذنوب- بمغفرة الله عز وجل، فنزل المطر.
وإنَّ نزول العفو والمغفرة ينبغي أن يكون أفرح في القلوب من نزول المطر، فإن المطر يحميك من العطش والجوع في الدنيا، والعفو والمغفرة يُدَّخران لعطش يوم القيامة، وبهما يشرب المرء من الحوض شربة لا يظمأ بعدها أبداً، ويدخل الجنة تجري من تحتها الأنهار لا تنضب أنهارها أبداً.
واحتمالية المغفرة باب من أبواب الفرح لأهل الإيمان، فعيد الفطر بعد رمضان وهو شهر المغفرة، وعيد الأضحى في ثنايا موسم الحج، وهو مظنة مغفرة.
والمطر إن نزل يفرح به الناس المسلم والكافر لأن به حياة الأرض، ويفرح به المسلم رجاء أن يكون قد نزل مع المطر العفو والمغفرة.
وفي الحديث: «اللهم نقني من الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدنس، اللهم اغسل غطايايَ بالماء والثلج والبرد».
اللهم أنزل الغيث واجعل ماءه غاسلاً لذنوبنا بمنِّك ومغفرتك.