
هذا مقال لجيمس كلير كاتب أمريكي معروف بكتابه «العادات الذرية»، وهو متحدث ومتخصص في العادات واتخاذ القرارات والتحسين المستمر. يركز عمله على كيفية بناء عادات جيدة وتغيير العادات السيئة من خلال تغييرات صغيرة، كما أنه مؤسس أكاديمية العادات، وهي منصة تدريب عبر الإنترنت.
المقال بعنوان: توقف عن تناول ثرثرة أخبار المشاهير والمعلومات منخفضة الجودة
فكرة المقال أن استهلاكك لأخبار لا فائدة منها، مثل فضائح المشاهير أو أخبارهم زواجاً وطلاقاً ونحوها، يستهلكك ذهنياً.
ويجعلك ترتبط بأمور لا تستفيد منها، وربما تشعر بالقلق نحوها فتُتعب نفسك بلا معنى، وهذه أمور لا سيطرة لك عليها فلا مناص من القلق.
من أحسن ما ورد في المقال ما يلي: “ما نوع الطعام الذي يأكله عقلك؟
الأخبار بالنسبة للعقل هي ما هو السكر بالنسبة للجسم. الأخبار سهلة الهضم. تطعمنا وسائل الإعلام لدغات صغيرة من الأمور التافهة، الحكايات التي لا تهم حياتنا حقاً ولا تتطلب التفكير، لهذا السبب لا نواجه أي تشبع تقريباً، على عكس قراءة الكتب ومقالات المجلات الطويلة (التي تتطلب التفكير)، يمكننا ابتلاع كميات غير محدودة من ومضات الأخبار، وهي حلوى ذات ألوان زاهية للعقل.
- رولف دوبيلي [2].
تكمن مشكلة معظم المقالات التي تحمل عناوين الأخبار والقيل والقال والروابط عبر الإنترنت في أنها مليئة بمعلومات على مستوى السطح، حياتك ليست أفضل حالاً لقراءتها ونادراً ما تكون على دراية أفضل بسببها”.
هذا هو الضابط (معلومات سطحية، حياتك ليست أفضل لقراءتها ونادراً ما تكون أفضل بسببها).
هذا كلام إنسان لا يؤمن إيماننا بالآخرة وبقيمة الزمن.
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» رواه الدارمي والترمذي.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» رواه البخاري.
وتجد الناس إذا رأوا من يتكلم في مسائل العلم، قالوا: (الناس وصلوا للقمر وما زلتم في هذا).
مع أن هذا ينفع في أمر الآخرة، وتراهم مشغولين بأخبار المشاهير والقيل والقال التي نُهي عنها في الشرع، فيذهب عمر المرء، إن لم تذهب حسناته أيضاً.
ولا يدخل في هذا تتبع أخبار المسلمين لمساعدتهم أو على الأقل للدعاء لهم، فهذا ينفعك في آخرتك.
واليوم قد يسر الله من أسباب الطاعة واستثمار الوقت الشيء العظيم، ما لو أدركه السلف ما تركوه، فاليوم يمكنك وأنت تأكل أن تستمع لأمر نافع.
وقد كان بعض شيوخ البخاري تلقمه أخته الطعام سنين لاشتغاله بالنسخ أثناء الأكل.
والخلاصة: أن مما اتفق عليه المسلم والكافر الحريص على نفسه: أهمية الوقت.
والعمر اليوم في مواقع التواصل يضيع كثيرٌ منه بلا أي منفعة، بل بمضرة غالباً بما يسمى بأخبار المشاهير.
قال ابن أبي شيبة في «المصنف»: “37432- أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن شريح، قال: ما أخبرت ولا استخبرت مذ كانت الفتنة”.
وهذا سند صحيح لشريح القاضي، ويقصد أنه وقعت فتنة في زمانهم فلا أخبر بأخبارها ولا سأل الناس عن أخبارها، حفاظاً على دينه وعمره، وكذا ينبغي للمسلم، خصوصاً من يكتبون في هذه الأمور في مواقع التواصل، فيقولون كلاماً يبقى سنين مكتوباً عليهم في هذه الأماكن.
وكثير من هؤلاء المشاهير يكسبون الأموال بكشف حياتهم الشخصية لك، وأنت يضيع منك عمر لو أنفقته على صنعة لاغتنيت ولو أنفقته على طاعة لفزت بإذن الله.