الأشاعرة المعاصرون و الاستفادة من القيم المعاصرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا وزير الأوقاف المغربي أحمد التوفيق، وهو أقدم وزير في المغرب، يشغل منصب وزير الأوقاف منذ عام 2002.

يقول إن الأشعرية يخرجون العمل عن مسمى الإيمان، وإن الذين ادخلوا العمل في مسمى الإيمان هم الذين خرَّجوا لنا الإرهاب!

قال السبكي الأشعري في «السيف الصقيل»: “مذهب الأشعري وأكثر أصحابه أن الإيمان هو التصديق، واختلف جوابه في معنى التصديق، هل هو المعرفة أو هو قول النفس على تحقيق ومن ضرورته المعرفة، وهو الذي ارتضاه القاضي ابن الباقلاني.

ومذهب السلف أن الإيمان معرفة بالجَنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان، وأنه يزيد وينقص، وأنه لا ينتفي بانتفاء الأعمال، ومذهب السلف في هذا هو الحق”.

فمذهب مالك والشافعي وأحمد هو الذي خرَّج الإرهاب!

قال عبد الرزاق: “سمعت معمرا وسفيان الثوري ومالك بن أنس، وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص” رواه الآجري في «الشريعة» (ص: ١١٣)، وابن عبد البر في «الانتقاء» (ص: ٣٤).

وقال عبد الله بن نافع كان مالك بن أنس يقول: “الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص”.

رواه عبد الله في «السنة» (١/ ٣١٧) (٦٣٦) والخلال في «السنة» (٣/ ٦٠٨) (١٠٨٢)، وأبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٣٢٧)، والآجري في «الشريعة» (ص: ١١٤) واللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (٥/ ٩٥٩) (١٧٤٢)، وابن عبد البر في «الانتقاء» (ص: ٣٦).

والروايات عن مالك في هذا المعنى متواترة، جمعها الدكتور عبد الرزاق البدر في كتابه «زيادة الإيمان ونقصانه».

وهذا بديهي، إذ لو كان مذهب مالك هو إخراج العمل عن مسمى الإيمان، ما احتاج الوزير أن ينسبه للأشعري ولنسبه لمن هو أجل من الأشعري، وهو الإمام مالك.

والحق أن الأشاعرة مذهبهم أردى من ذلك، فأكثرهم يحصرون الإيمان بالتصديق فيخرجون القول والعمل، وهذا قول جهم، وقد كفَّر القائلين بقول جهم المرجئةُ وأهلُ السنة، كما نص عليه محمد بن نصر في «تعظيم قدر الصلاة».

فعلى كلام الوزير عامة المذاهب المتبوعة إرهابية، وما فعلت أنت حين أخرجت العمل عن مسمى الإيمان؟

جعلت القاتل والسارق والمرتشي والمغتصب مؤمن كامل الإيمان، وجعلت عقيدة أهل السنة مفرزة للإرهاب، فأعطيت القوم المشروعية من جهة إرادتك حربهم

وهذا سلوك ما أكثر ما يسلكه الأشاعرة المعاصرون، يريدون الاستفادة من القيم العصرية والمصطلحات المشوشة في الترويج لمذهبهم عند الغرب ومن يتبع الغرب.