
عبد الله رشدي ترك التعطيل والشرك وصار يدعو للتوحيد، نسأل الله عز وجل أن يجعله هادياً مهدياً ويهدي به.
إلزامه للقوم بدعاء ودَّ ويغوث وسواع قوي جداً.
وقد التزم نحواً من هذا علي جمعة حين أجاز دعاء مريم والمسيح، مع أن عوام المسلمين لو سمعوا ذلك لم يشكُّوا أن المتحدث نصراني مشرك، حتى إن بعض النصارى ينكرون دعاء مريم، وهذا يجيزه للمسلمين.
قال تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا} [النساء ١١٧].
وقد ذكر ابن حجر الهيتمي في كتابه «الزواجر عن اقتراف الكبائر» أنه ينبغي للمسلم أن يعرف ما ذكره الحنفية في كتاب الردة، مع أنهم أوسع المذاهب في ذلك وعامة كلامهم يخالفه الجمهور، ومع ذلك أوجب ذلك من باب الاحتياط للدين حتى لا يقع المرء في الكفر.
ثم هذا ومثله يجيز الاستغاثة الشركية التي تدل النصوص على المنع منها، بل أنها شرك، ولا يتورعون عن بث ذلك في العامة حتى لا يُميَّز بينهم وبين الوثنيين.
فمن رأى الناس يتنازعون في أمر هل هو كبيرة أم مباح، ثم أقدم عليه مع قوة أدلة القائلين إنه كبيرة، لكان جريئاً رقيقَ الدين.
فما بالك بأمر قيل إنه شرك والبراهين قامت على ذلك؟
قال تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} [العنكبوت ٦٥].
فإذا كان إخلاصهم دعاء الله، فشركهم دعاء غير الله.
ويُحسب لعبد الله رشدي أنه أصلح وبيَّن وبذل جهداً كبيراً في دعوة الناس، تراه يكتب المنشور ثم يجيب على الشبهات في التعليقات ويُظهر حميةً على التوحيد.