بين عداد المتابعين وعداد الحسنات

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا المنشور من شأنه أن ينتشر

هذه التغريدة من شأنها أن تنتشر

وسيجلب لي هذا المزيد المتابعين

أو هذا المنشور من شأنه أن ينفر العديد من المتابعين لذا علي أن أتركه

نكذب على أنفسنا إن قلنا أن هذه الطريقة في التفكير ليست سائدة في مواقع التواصل الاجتماعي

ماذا لو فكرنا في أمر الحسنات بهذه الصورة أن كل ما من شأنه أن يزيد الحسنات نحرص عليه بشدة ونخاف مما سيحبط الحسنات ويجلب السيئات

إن فكرنا بالحسنات كما نفكر بالمتابعين فلن نقف كثيراً عند هذا واجب أو مستحب أو اختلف في وجوبه ولنيسر على الناس ونقول مستحب !

فما أكثر ما رأينا بعض طلبة العلم فضلاً عن غيرهم يبحثون في الشيء هل هو واجب أو مستحب فإذا ثبت استحبابه هجروه تماماً وكأنه ثبتت لهم كراهته

وقد يقول قائل أنا أهتم لعدد المتابعين لأن كثرة عددهم تعني المزيد من الأجر لأن مادتي هادفة

فأقول : وهل تهتم بكل الحسنات بهذه الطريقة فلا تعمل عملاً صالحاً إلا وتحرص على أحسن أحواله لتنال أكبر عدد ممكن من الحسنات أم أنك في العادة تكتفي بأقل القليل بهذه الأمور وحين يتعلق الأمر بالمتابعين تتغير طريقة التفكير

لا أريد أن أدخلك في طور من الوسواس استمر بنشر الخير وحرصك على الخير أرجو أن تؤجر عليه الأجر العظيم وتذكر لا يترك العمل المشروع خوفاً من الرياء ، ولكن اطرد هذا في أعمالك الصالحة وراجع نيتك واعلم أن كلمة حق بالأسلوب المناسب تفقدك بعض المتابعين قد يأجرك الله عليها أجراً أعظم من كل ما نشرت لثقلها على نفسك ولأنك غالبت فيها هواك فالأجر بيد الله ولا يتعلق فقط بأعداد من تصل إليهم المادة بل بنوعية المادة أيضاً وقوة إخلاصك

والخلاصة أننا لو فكرنا بعداد الحسنات كما نفكر بعداد المتابعين لاختلف حالنا كثيراً