شاب تاب من محتوى الانمي

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا الشاب كان صاحب قناة (بتاع أنمي) كانت أكبر قناة في الشرق الأوسط لتلخيص الأنمي، فيها قرابة ثلاثة ملايين مشترك.

أعلن توبته واعتزاله لهذا المحتوى لما فيه من الكفر والعري ولإلهائه عما يحصل للمسلمين.

من أكثر ما لفت انتباهي أنه قال: سألت أصحابي المتدينين، فقالوا: لا بأس ما دمت تفلتر المحتوى، لكن لم أقتنع.

مصداق حديث النبي ﷺ: «والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس».

وفي رواية: «ما حاك في صدرك وإن أفتاك عنه الناس».

فقد رأى أن الناس يتعرفون على عالم الأنمي من خلاله، ويذهبون إلى المحتوى (غير المفلتر)، وقد بدأوا بالمفلتر من عنده.

وهذا العامي بسلامة فطرته أدرك من سد الذرائع ما لم يدركه من أفتوه، والذين غالباً ظنوا أن في ذلك تألفاً له.

هذا القرار يُعتبر مخاطرة لأن قناة كهذه تدرُّ على صاحبها أرباحاً هائلة، غير أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

ومن رحمة الله أنه لا يغفر للتائب فحسب، بل إذا تاب وأصلح يبدل سيئاته حسنات.

قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} [الفرقان ٧٠].

فنسأل الله عز وجل أن يبدل تلك السيئات التي لو قدرناها لكانت بالملايين بحسنات بالملايين.

وعسى أن يكون ذلك باب خير يدعو غيره ممن اشتغلوا بهذا أو بالمسلسلات أو المصارعة أو حتى كرة القدم، أن يتقوا الله ويتركوا المنكرات ويعتزلوا وأن يحيلوا محتواهم إلى ما يرضي الله عز وجل.

من يرى الشباب الغارقين في الأنمي يعرف أن الأمر لا يقف عند ترفيه لبضع دقائق أو ساعات، بل يتجاوز إلى التحليلِ والتفاعل وتكوينِ مجموعات لمحبي المسلسل الفلاني أو محبي المسلسل الفلاني ودخولٍ في نقاشات مع محبي المسلسلات الأخرى، وتعلُّقٍ قلبي شديد بالشخصيات والكُتاب.

أعلم أن كثيراً من الشباب يهرب من الضغوط إلى مثل هذا، ولكن هذا يشبه المخدرات.

ولو فرضنا أنه هين، فهذا الإغراق فيه ليس بهين، فحتى الطعام الطيب إن أكثرت منه أتخمك وعرَّضك للمرض أو الهلاك.