بما أن الموضوع انتشر وعلق عليه الآلاف فلا بأس من تعليق يوضَّح فيه بعض المعاني الشرعية.
الأم منتقبة، والمنتقبة ينبغي أن تعرف كلام الله ولو بالجملة، قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} [النور ٣٢].
فهذه آية تأمر بتزويج الفقير إن كان صالحاً، والله عز وجل يعد سبحانه بالإغناء من فضله، فالزواج سبب لتحصيل الرزق، فمن طلب الزواج وهو قادر على تكاليفه مع نقص في الحال هو مطبق للقرآن.
فهم ضحكوا عليه لأنه ليس عنده شقة ولا سيارة، مع أن حاله مستور وعنده مصدر دخل جيد.
ولما بشَّر عبد الله بن عمرو بن العاص فقراء المهاجرين بأنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام
قال رجل لعبد الله بن عمرو: «ألسنا من فقراء المهاجرين؟»
فقال له عبد الله: «ألك امرأة تأوي إليها؟» قال: «نعم» قال: «ألك مسكن تسكنه؟» قال: «نعم» قال: «فأنت من الأغنياء» قال: «فإن لي خادمًا» قال: «فأنت من الملوك» رواه مسلم (٢٩٧٩).
وعجيب أنها منتقبة وابنتها متبرجة وتتضاحك أمام الخلق.
إن كنتِ انتقبت خوفاً من الإثم فتبرج ابنتك جلب لك أضعافاً مما هربت منه.
ثم فقدان المساحة بين الحياة الشخصية ومواقع التواصل ومحاولة تحصيل المشاهدات بأي طريقة صار شعبة من الجنون.
فتلك الأحاديث السخيفة الباهتة التي كانت تدور في الصالات المغلقة صارت تظهر في مواقع التواصل للجميع ويرونها.
لو أن فتاة تزوجت وهي لا تحسن الطبخ مثلاً أو لا تحسن الأعمال المنزلية، لقالوا تتعلم لاحقا المهم أن تتزوج الآن.
العجيب أن هناك مطالبات كبيرة للرجال، ولكن ما يقابل هذا الغرم العظيم؟ هل يقابله غنم بقوامة واحترام مناسبَين لما بذل؟
الجواب: غالباً لا، بل سيكتب قائمة منقولات تجعله تحت رحمة هذه التي عندها استعداد أن تسخر منه في مواقع التواصل إن لم يكن عنده.
المسلسلات والأفلام الرومانسية أقنعتهن ببلايا كثيرة تخالف الدين، ولكن لم تقنعهن بالاستغناء عن الطمع والنظرة المادية.
عجيب هذا!