قال البخاري في صحيحه: “١٨٨١- حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا الوليد، حدثنا أبو عمرو، حدثنا إسحاق، حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة، والمدينة، ليس له من نِقابها نَقْبٌ، إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيُخرج الله كل كافر ومنافق»”.
هذا الخبر في سنده لفتة عجيبة، فمداره على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة المدني، يروي عن عمه أنس.
ورواه عن إسحاق إمام أهل الشام أبو عمرو الأوزاعي، وحديثه في الصحيحين وغيرهما.
وإمام أهل البصرة حماد بن سلمة، وحديثه في المسند وغيره.
وهذا قد يُعدُّ من دلائل صدق المحدثين، إذ يروون فضائل المدن الأخرى ولا يُدرِجون فضلاً لمدنهم ويتكلفون ذلك، وعادة الناس أن يأخذهم الحماس لرواية فضائل مدنهم.
والعجيب أن هذا الخبر إنما حمله عن إسحاق حماد والأوزاعي.
وقد وردت عدة أحاديث في أن المدينة لا يدخلها الدجال، وهذا هو الحديث الوحيد الذي زاد ذكر مكة، ما في سنده مكي واحد!
فتأمل هذه العجيبة.