حول أيديلوجية الضحية

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا الخبر ظهر أمامي كثيراً في الأيام الماضية، وفي كل مرة كنت أنزل أقرأ التعليقات وأحوقل.

القصة وما فيها أن رجلاً كان متزوجاً بامرأة وله منها ستة أولاد، طلقها ثم تزوج بأخرى، ثم أرجع الأولى، قامت الأخرى بسمِّ الرجل وأبنائه وماتوا جميعاً.

عدد هائل من التعليقات يتكلم عن الرجل المقتول باستهزاء وسخرية، فيقولون: ومن هو حتى تفعلي هذا لأجله!

متناسين أنه ضحية وتوفي ولا يصلح الكلام عنه بهذه الطريقة، ففعلها لا مبرر له، بغض النظر عن مكانة الرجل ووسامته.

وعدد هائل من التعليقات يسبه أو يُحمِّله اللوم لزواجه بأخرى أو يتهمه بأنه السبب لأنه لم يعدل بين الزوجات (علماً أن هذا مجرد حدس لا دليل عليه).

هم يلومونه على مجرد التعدد، لا على سوء الاختيار.

سبب هذا النوع من التعليقات هو (أيديلوجيا الضحية) أو (نظرية الذئب والحمل) والتي تظهر المرأة بصورة الضحية دائماً، والرجل بصورة الجلاد.

وأيضاً اعتبار التعدد أمراً سيئاً والمعدد مجرماً، فهو مشارك بالجريمة.

وهذا مؤشر خطير، الأمر لم يعد انحرافاً فكرياً فحسب، بل تحول إلى انعدام لأدنى درجات اللياقة.

أن نتكلم عن رجل قُتل ظلماً وقُتل معه أولاده بهذه الطريقة الفجة التي تراها في كثير من التعليقات خصوصاً النسائية.

هو أيضاً عنده أم وأهل وهم حزينون عليه ولا يصلح أن يقرؤوا عنه تعليقات سيئة جداً، وهم قد فجعوا به وبأولاده قريباً.

وكثير من التعليقات تُظهر التعاطف مع المرأة لفقدانها أولادها دون الإشارة إلى فقدان الزوج!

والعجيب أن أصحاب هذه التعليقات كثير منهم إذا ذممت التبرج، يقولون لك: أنت تبرر التحرش. وهم يذمون مقتولاً ظلماً فقط لأنه معدد!