صورة الأديان المعاصرة من خلال سؤال واحد

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا مقطع من حساب صاحبه عنده أكثر من نصف مليون متابع من كافة الطوائف، يقتصر على سؤال واحد لكي يجيب عليه الناس في التعليقات.

هنا سألهم: لو كان هناك شيء واحد تريد أن تمحيه من الوجود وإذا محوته لن يعود أبداً، ما هو؟

والتعليقات قرابة الـ١٠٠٠ مررت عليها كلها، وهي والله بمثابة صورة للأديان المعاصرة وما هو كفر أكبر عندها؛

دين السياسة الأمريكية = “الديمقراطيون” “الليبراليون”.

دين المؤامرات = “اليهود” “روتشيلد”.

دين قضية فلسطين = “الصهاينة”.

دين الوحدة والتمازج = “العنصرية” “الكره”.

دين الملحد واللاأدري = “الأديان”.

دين النسوية = “الرجال”.

دين المعارضة للإنجاب = “الإنسانية”.

دين التقدمية الإنسانية = “البعوض” “السرطان”.

دين العدمية والاكتئاب = “نفسي” “العالم”.

الليبراليون التقدميون = “أشخاص يستصغرون عقول الآخرين” “ضيقو الأفق”.

دين الريد بل والعزاب = “النساء” “النسويات”.

دين النصارى والحداثة = “الإسلام”.

ولم يذكر أي أحد النصرانية لاستهانتهم بها.

أكثر هؤلاء دينه تحقيقاً الهوى، وهو دين مواز، قد يتظاهر بالتدين بدين معين، ولكن يفسره بحسب هواه.

البلاء لا ينحصر بالإلحاد، بل هناك الإلحاد المقنع، وهو تفسير الدين بحسب الهوى.

جوهر التدين تقديم حق الله على هواك، رجاء ثوابه وخوفاً من عقابه.

غير أنه قد غرس في عقل الإنسان المعاصر بطريقة غير مباشرة أن الدين وسيلة لتحقيق مقاصد دنيوية، هذه المقاصد صارت هي المعبود والمألوه أو هي الأولوية.

لذا الإسلام مكروه عند كثيرين، لأنه دين لا يمكن علمنته، وحق الله فيه فوق كل شيء، وربما يكون كارهه أفقه به ممن يعتنقه ويحرفه.

وأما النصرانية فهُذِّبت وشُذِّبت، فصارت لا تخيف ولا تشكل هاجساً.