
الكاتب الروسي الشهير دوستويفسكي يسجل ملاحظة عجيبة يزعم فيها أن النساء الباريسيات يغلب عليهن الخيانة الزوجية.
وأن كثيراً من الفرنسيين يضعون القرنين، يعني يرميهم بالدياثة.
في زمن هذا الرجل كانت الثقافة الأوروبية الحديثة بدأت بالزحف إلى روسيا، وبدأ كثير من الروس يتأثرون بها بشكل سخر منه هو نفسه في بعض رواياته، حيث ذكر أن تمساحاً ابتلع رجلاً فقامت الصحافة الروسية بلوم الرجل، ليظهروا أنهم أوروبيون مناصرون لحقوق الحيوان (وهذا يشبه الاستلاب الذي يعيشه الليبراليون العرب).
إذا كان رجل روسي يسجل مثل هذه الملاحظة، فما عسى العربي المسلم أن يقول؟
غير أن مما شاهدته أن كثيراً ممن أدمن السفر إلى هذه البلدان تأثر بطبيعة رجالها الذين يعتبرون زوجاتهم جزءاً من هندامهم العام، فيجعلها تُظهر شيئاً من جمالها ومفاتنها ليفاخر بها.
كما قرأت لبعض الروائيين عندهم، يصف هذه الحالة بأن الرجل كأنه يقول لصاحبه: انظر ما أمتلك ولا تمتلك، ليس لك إلا النظر.
ولكن الأمر لن يقف عند إرادته.
هذا الذي يُظن أنه تحرير للمرأة، هو في الحقيقة امتهان لها بالتفافة.
حين قرأت كلامه هذا تذكرت تلك الخطبة التي عمِّمت في المغرب عن دور المرأة والثناء على خروجها للعمل، مع دعوى أن هذا هو الإسلام.
وإذا كان هذا هو الإسلام فلِم لم يعرفه الناس إلا بعد الغزو الفرنسي الذي هذا حال أهله؟
ولماذا لا تُحذَّر النساء من التبرج ما داموا أباحوا لهن الخروج؟
وتلك النجاحات التي زعموها في تلك الخطبة هل بقيت الفضيلة معها باقيةً أم تقلصت وانتشر الشر؟
لا يصلح أن نقيِّم الأمور بالاقتصاد فحسب، فهناك الحفاظ على الدين والعرض.