
هذا مقال باللغة الكورية مكتوب في عام 2011، لرجل اسمه كيم مين وونج، أستاذ بجامعة سونج كونج هوي.
بعنوان: من أنت لتتظاهر بالعظمة دون قراءة هذا الكتاب؟!
كتاب «تاريخ العرب» لألبرت حوراني.
وقبل أن أنقل مقتطفات من المقال أود أن أشرح سبب بحثي في هذا الأمر، وهو أنني وجدت مقاطع كثيرة لعرب يذهبون لكوريا ويتحدثون عن سلبيات المعيشة هناك والإيجابيات.
غير أن الصادم وجود فتيات كثيرات يذهبن للعيش هناك ويحلمن بالزواج من رجل كوري!
وجدت لهن مجتمعات كاملة، الواحدة منهن تعلم الأخرى، ومقاطع إرشادية لمن تريد خوض التجربة.
وهناك من ذهبت للعيش هناك فحسب، وفي الحقيقة أتعجب من كون النساء في بلداننا أجرأ على مثل هذه الخطوات من الرجال.
ولكن ركام سنوات من التمييز الإيجابي لا بد أن ينتج شيئاً مثل هذا (مع وجود اعتبارات أخرى في هذه الحال).
هذا الرجل في مقاله ينعى على الكوريين جهلهم بالإسلام وأهله وتلك الحضارة العظيمة التي كانت الأساس بالحضارة الغربية (أنا أنقل مصطلحاته، وإلا مصطلح الحضارة بحد ذاته يحتاج إلى تحرير).
وكان مما قاله: “إن كون الكتاب الإسلامي القرآن الكريم مكتوباً باللغة العربية، يجعل اللغة العربية لغة مقدسة، وكان تطويرها وسيلة أساسية للتقدم الحضاري العظيم ومخزناً للمعلومات”.
ومما ذكره في المقال أن المسلمين يهتمون بتراجم العلماء وأحوالهم الدقيقة، لأن العلماء يشرحون لهم إرادة الله عز وجل، ويساهمون في جعل مجتمعاتهم تسير على الخير (ولم يذكر أمر الجنة والنار).
ومما قاله في المقال: “لا تزال معرفة المجتمع الكوري بكلمات مثل: “العرب” و”الشرق الأوسط” و”الإسلام” وواقعها، غارقة في مستنقع الجهل، لم يتمكن من الخلاص من مستنقع الجهل. وبينما يتذكر الإخفاقات الاقتصادية في الفترة الماضية المسماة “طفرة البناء في الشرق الأوسط”، فإنه لا يفكر كثيراً في كيفية مواجهتها حقاً، كما أنه لا يوقف “الأعمى الذي يتحسس ساق الفيل” فيما يتعلق بكنوز الحضارة الإسلامية التي لا تنضب”.
وآخر ما قاله: “ألا تتطلع إلى معرفة العالم الروحي لمن اتخذ الله ولياً؟ ألا ترغب في معرفة المزيد عن إمبراطورية الحضارة التي امتدت من حدود الهند إلى جنوب إسبانيا؟ ألا ترغب في معرفة جذور إسطنبول التاريخية، مركز التبادل الكبير بين الشرق والغرب؟”
هذا كله قاله مرغباً للكوريين أن يتعلموا عن الإسلام وعن حياة المسلمين الروحية كما يقول، ولكن الذي حصل أن كثيراً من أبناء المسلمين ذهبوا إلى هؤلاء وانسلخوا من جلدهم لطغيان الشهوات على عقولهم، وصاروا يتطلبون منهم أي انتباه أو إطراء لما فيهم من عقدة النقص.
مثل هذا الكلام الذي قاله هذا الرجل كان ينبغي أن يكون منطلقاً لدعوة للدين، خصوصاً في ظل تيسر التواصل مع الناس، وقد تعجبت من كثيرين وكثيرات تعلموا اللغة الكورية على صعوبتها، لأجل أن يعيشوا غراميات! ولو فعلوا ذلك لإيصال الدعوة للقوم لربما كانوا سبباً في نجاة الآلاف من الشرك والعدمية إلى التوحيد.
عقدة النقص أعاقت الدعوة، فمن يراك متشوفاً لما عنده على ما عنده من ضياع أنَّى له أن يفكر بأن ينظر بما عندك؟