جواب حسد اليهود يصلح في دفع حسد النصارى على تشريع التعدد وتكثير الأولاد في الإسلام

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

حين قرأت هذا الخبر تذكرت قوله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} [النساء ٥٤].

هذه الآية في قول عامة المفسرين، نزلت في حسد اليهود للنبي ﷺ على كثرة أزواجه.

قال الطبري في تفسيره: “1898- حدثنا زكريا، قال: حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل: {أم يحسدون الناس}، قال: يحسدون محمدا. قال: قالت اليهود: يزعم محمد أنه جاء بالتواضع، والزهد في الدنيا، وهو يتزوج من النساء ما شاء، فأي ملك أفضل من ملك النساء؟ فذلك قوله عز وجل: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} من النساء {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب} إلى {ملكا عظيما}، أوتوا النساء، كما كان لداود تسع وتسعون امرأة، فذلك قوله عز وجل: {وآتيناهم ملكا عظيما}”.

وجواب حسد اليهود يصلح في دفع حسد النصارى، فداود وسليمان آتاهما الله كثيراً من النساء والأولاد.

وهذا الكلام من القسيس فيه عقدة الأقليات، فإن كثيراً من النصارى يغتاظون أشد الغيظ من كثرة المسلمين، ويرجعونه لكثرة تزوجهم وإنجابهم.

وهذا وإن أرادوا به ذماً، فهو من محاسن التشريع، فقد قال النبي ﷺ: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم»، رواه أبو داود من حديث معقل بن يسار.

وتشريع التعدد كل ذلك أتاح للمسلمين تعويض ما فقدوه في الحروب، وأن يبقوا أكثرية وغيرهم أقلية.

بينما أصحاب (الزوجة الواحدة) و(لا طلاق إلا لعلة الزنا) مجتمعهم ينمو ببطء أو يتقلص، خصوصاً إذا دخل عليه خروج المرأة إلى العمل، مما يجعلها تقلل الإنجاب لتستمر في العمل.

ولا يمكنهم أن يعترفوا بقصور التشريعات عندهم في مقابل وحي الله عز وجل، فغاية أمرهم أن ينقلوا أمراضهم إلينا، ومع الأسف نجحوا مع كثير.