كثير من المنتسبين للملة اليوم أدمن الوقوع تحت وطأة التبرير ووضع النفس في قفص الاتهام

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا جزء من مقابلة مع مجرم أمريكي متهوِّد (كان نصرانياً ثم تهوَّد)، قتل قسيساً بالصلب، وكان ينوي أن يقتل أربعة عشر قسيساً بعدد القبائل في إسرائيل.

يقول إن دين النصارى شرك وإنهم يعبدون غير الله، وكيف يمكن للبشر أن يقتلوا ابن الله؟

وإن هناك وصية في التوراة تقول إن من يدعو لعبادة غير الله ينبغي أن يقتل.

وأخذ من هذا أن كل نصراني يجب أن يقتل، ويذكر أنه يدخل عليه نور في زنزانته وأنه يرى نجمة داود.

هذا إنسان فهم كتاب اليهود فهماً جعله مجرماً.

هل سيؤدي هذا إلى محاكمة اليهود ومطالبتهم بإعادة النظر في نصوص كتابهم؟

وهل سيخرج كل حاخام يهودي ليتبرأ منه ويقول: النصارى إخواننا ونحن لا نعتقد هلاكهم وشركهم ولا نعتقد أننا شعب الله المختار؟

غالباً هذا لن يقع.

بل رأينا في أحداث غزة استشهادات كتابية تبرر الإبادة الجماعية، ليس من حاخامات، بل من شخصيات سياسية.

الوقوع تحت وطأة التبرير ووضع النفس في قفص الاتهام، ورسم دوائر وهمية نظن أننا إذا خرجنا منها سنحترق أو نقع في الهاوية، أمر أدمنه كثير من المنتسبين للملة اليوم.

وإذا نظرت حولك رأيت المجرم حقاً مرفوع الرأس أكثر ممن يظهر ضعيف الشخصية فيستغله الناس وهو لم يجرم.