التحذير من خطر أغاني الأطفال «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته»

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

بدا لي بالأمس أن أبحث عن الأكثر بحثاً في اليوتيوب، فوجدت أن محتوى أغاني الأطفال مكتسح.

السبب في انتشار هذا المحتوى والله أعلم أن كثيراً من الآباء والأمهات يختارون الطريق الأسهل لتسكين الطفل بمثل هذا، ولا يدرون ما فيه من الخطر.

تأمل ساعة كاملة أغاني، ومشاهدات كثيرة، يعني يعيدون ويزيدون فيها.

يميلون للحل السهل، ولا يدرون ما فيه من الأثر السلبي على دين الطفل بتعويده هذا، وعلى صحته.

قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة﴾ [التحريم].

وقال النبي ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته».

وكلام الأطباء كثير في ضرر كثرة جلوس الأطفال على الشاشات ومثل هذه النغمات التي تعاد مراراً وتكراراً، وتكون طويلة مما يجعل الأطفال يجلسون طويلاً أمامها.

جاء في موقع الحرة: “أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Pediatrics، أن الأطفال الذين شاهدوا الشاشة، ساعتين يوميًا، في المتوسط، كان أداؤهم أسوأ في وقت لاحق، في سن التاسعة، في الوظائف التنفيذية.
ويعرّف باحثو الدراسة الوظائف التنفيذية، المرتبطة بالنجاح الأكاديمي على المدى الطويل، على أنها “مجموعة من المهارات المعرفية الضرورية للتنظيم الذاتي والتعلم والتحصيل الأكاديمي، فضلاً عن الصحة العقلية”
وأجريت الدراسة على أكثر من 400 طفل.
جينيفر أشتون، وهي المختصة في الطب لدى قناة “آي بي سي نيوز” الأميركية، قالت في الصدد إن الباحثين في هذه الدراسة أجروا عمليات تخطيط كهربية لدماغ الأطفال محل البحث لاختبار موجات الدماغ ودراستها خلال حوالي 18 شهرًا، ثم ربطوا بين مقدار الوقت الذي كانوا يقضونه أمام الشاشة في طفولتهم وكيفية أدائهم في اختبارات الذاكرة والانتباه في سن التاسعة”.

وهناك عشرات الدراسات في هذا الصدد.

أعلم جيداً أن مثل هذه الدراسات تؤثر في كثيرين أكثر من الفتوى مع الأسف الشديد، ونحن نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه ﴿إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت﴾ [هود].