
في هذه الأيام وقعت عاصفة ترابية مهولة في بلادنا، كان في آخرها مطر ثم خف الأمر، لا أخفيكم أنني رأيت الأمر وكأنه مثل يضرب.
فالعاصفة كأنها الملمات والأمور الشديدة التي نمر بها في حياتنا، وأما المطر فذلك الخير الذي يعقبها ويؤذن بزوالها.
{فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً} [الشرح].
ثم بحثت في الأمر فوجدت أن هذه العاصفة مصنفة عند المتخصصين باسم (الهبوب)، وتسمى بـ(سريعة الغضب) تأتي فجأة وتكون قوية ولا تطول.
وهي مرتبطة بالعواصف الرعدية التي يتصل بها المطر على نحو يثير العجب، فما علاقة العواصف الترابية المؤقتة بالمطر؟
تلك حكمة الله وعجيب خلقه سبحانه، وفي خلقه منفعة، وفي خلقه عبرة وتخويف.
وقد شُبِّه الوحي بالمطر في القرآن، وكذلك لا يوجد باطل إلا ومعه الحق، والحق أقوى وأبقى وإن قل، وللباطل صولة ثم يتلاشى.
وفي المقال المصور أعلاه نقلوا عن مؤسسة جامعة أبحاث الغلاف الجوي أنهم يشبهون هذه العواصف التي لا تدوم لأكثر من ثلاث ساعات بغضب الطفل ذي الثلاث سنوات، مع أنه غاضب إلا أن ذلك له دلالات صحية عند المتخصصين.