{والفتنة أشد من القتل} التعليق على الترحمات على وفاة بابا الفاتيكان

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا التعليق على وفاة فرانسيس كبير النصارى هو عينة فقط.

وشخص آخر كتب: يا خسارة لم يكن له موقف مشرف من غزة.

وآخر كتب: بل موقف مشرف، ثم وضع صور بعض المشايخ وسبهم ومدحه.

وأخرى غاضبة ممن يقولون إنه ذاهب إلى جهنم، وهو لم يسبب لهم أذية مباشرة أو يقف ضد غزة.

حين وضعت في محرك البحث في موقع اكس اسمه، مباشرة ظهر لي اسمه وبجانبه كلمة (غزة).

مع الأسف الشديد رأيت كثيرين يترحمون عليه، جيد أن تتألم لإخوانك وتسعى لزوال ما بهم من بلاء بكل ما أوتيت من قوة، لكن تذكَّر أن الذي بينك وبينهم رابطة الإسلام فلا تصير عاطفتك تجاههم فوق الإسلام، فتحملك على الترحم على رأس من رؤوس الكفر، ممن عاش حياته ينصر المقالة التي قال فيها رب العالمين: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، أن دعوا للرحمن ولداً} [مريم].

فأين جلال الرحمن في قلوبنا؟

كثير من الناس يفهمون الإجرام المباشر من قتل وتدمير، ولكن لا يفهمون ما يفعله أمثال فرانسيس الذي كان من أركان البيت الإبراهيمي، ويدعو إلى وحدة الأديان ويزعم أن الخلاص ممكن حتى للملاحدة، فإن هذا هو التدمير الناعم الذي هو أخطر ألف مرة من الخشونة، حتى إنه كان يدخل معابد الوثنيين ويسجد لأوثانهم، مثل هذا الفكر التمييعي فشوّه بين المسلمين أخطر من الإبادة على عظيم بلائها، قال سبحانه: {والفتنة أشد من القتل} والفتنة: هي الشرك.

نحن لا يمكننا الترحم على أبي طالب الذي نصر النبي ﷺ، ولا على أبويه ﷺ، أفنترحم على داعية كفر!

وحتى التعزية إنما تنازع العلماء في تعزية المسلم بأبيه الكافر أو الجار الكافر بابنه أو أبيه، أما تعزية الكفار بكبير لهم فلا نزاع في المنع منها.

وفي «كشف القناع»: “(وتحرم تعزية الكافر) سواء كان الميت مسلماً أو كافراً، لأن فيها تعظيماً للكافر كبداءته بالسلام”.

يعني لا تعزي الكافر بقريب له مسلم، وقد يظن بعض الناس في هذا شدة خارجة عن الحد، ولكن هذه رحمة لو تتأملون، إذ لو عظَّمت الكافر على كفره فقد أغريته بالبقاء على كفره، وهذا أشد الضرر عليه.