التعليق على استجداء أحمد الطيب (شيخ الأزهر) بابا الفاتيكان ودعائه له بالشفاء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

روى ابن أبي الدنيا في كتاب «الصمت» عن الحسن البصري أنه قال: “من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يُعصى الله”.

وهذا المعنى مروي عن يوسف بن أسباط وأستاذه سفيان الثوري.

فإن قلت: ما الظلم الذي وقع من البابا؟

قلت لك: قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان].

وقال سبحانه في أهل الكتاب: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} [التوبة].

وهذا هو رأس من اتخذوهم معبوداً من دون الله في زماننا.

و(خدمته للإنسانية) ما هي إلا دعوة لكفره (تنصير)، وهذا ليس اتهاماً له، بل منقبة عند أهل دينه، كما أنك يا شيخ الأزهر إذا فعلت الخير للناس فينبغي أن تكون نيتك الأخذ بأيديهم للإسلام.

فما فائدة أن تقدم للناس خبزاً وبعدها يصلون نار جهنم؟

قال تعالى: {أفرأيت إن متعناهم سنين • ثم جاءهم ما كانوا يوعدون • ما أغنى عنهم ما كانوا يُمتعون} [الشعراء].

أرأيت لو كان الرق لا يزال موجوداً أكنتم ستحبون زواله وتحاربون أربابه، أليس كذلك؟

أما إنَّ الشرك أعظم من الرق، ومن يدعو الناس لعبادته وعبادة المسيح أعظم شراً، بل لا مقارنة بين الأمرين البتة.

وتأمل الاستجداء كتب الرسالة بلغات عدة، عجيب هذا الخوض في الأديان بنفس إنسانوي مأخوذ من اللادينية ولا يقيم للآخرة وزناً.

هذا غير بلاء قوله (أخي)، وقد قال تعالى: {إنما المؤمنون أخوة} [الحجرات].

مثل هذا الكلام لن يكتبه تواضروس الأرثذوكسي، لأنه لو كتبه لكان كافراً بأرثذوكسيته.