الكلام على زيادة : ( فمن أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : أحسنهم خلقا )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الطبراني في الكبير   471 :
حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي ثنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم عن
زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال :

 كنا جلوسا عند النبي صلى الله
عليه و سلم كأن على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه أناس فقالوا : يا رسول
أفتنا في كذا ؟

 فقال  أيها الناس وضع الله الحرج إلا من اقترض من أخيه
قرضا فذلك الذي حرج وهلك .

 قالوا : أفنتداوى يا رسول الله
؟

 قال : نعم إن الله عز و جل لم
ينزل داء إلا أنزل له دواء غير داء واحد

 قالوا : يا رسول الله وما هو ؟
قال :  الهرم  

قالوا : فمن أحب عباد الله إلى الله ؟ قال :  أحسنهم خلقا

هذا ظاهره الصحة .

 ولكن قوله (فمن أحب عباد الله
إلى الله ؟ قال : أحسنهم خلقا )

شاذ وصواب الخبر قالُوا: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: خُلُقٌ حَسَنٌ.

قال الإمام أحمد في مسنده 18454 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ:

أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ
 كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ، قَالَ:
فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقَعَدْتُ، قَالَ: فَجَاءَتِ الْأَعْرَابُ، فَسَأَلُوهُ فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَتَدَاوَى؟

 قَالَ: «نَعَمْ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ
اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ.

 قَالَ: وَكَانَ أُسَامَةُ حِينَ
كَبِرَ يَقُولُ: «هَلْ تَرَوْنَ لِي مِنْ دَوَاءٍ الْآنَ؟.

 قَالَ: وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ،
هَلْ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا وَكَذَا.

 قَالَ: «عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ
اللَّهُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَأً اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِمًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ حَرِجَ،
وَهَلَكَ.

 قَالُوا: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ
النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسَنٌ»

ولا شك أن شعبة أوثق من عثمان بن حكيم وقد تابع شعبة سفيان بن عيينة

قال ابن ماجه في سننه 3436: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ الأَعْرَابَ
يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا
؟ أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا ؟

 فَقَالَ لَهُمْ : عِبَادَ اللهِ
، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ ، إِلاَّ مَنِ اقْتَرَضَ ، مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا
، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ : هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ
لاَ نَتَدَاوَى ؟ قَالَ : تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ ، سُبْحَانَهُ
، لَمْ يَضَعْ دَاءً ، إِلاَّ وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً ، إِلاَّ الْهَرَمَ ، قَالُوا
: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ قَالَ : خُلُقٌ حَسَنٌ.

وتابعه أيضاً أبو عوانة

قال البخاري في الأدب المفرد 291- حَدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدثنا
أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم وَجَاءَتِ الأَعْرَابُ، نَاسٌ كَثِيرٌ
مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَسَكَتَ النَّاسُ لاَ يَتَكَلَّمُونَ غَيْرَهُمْ، فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فِي أَشْيَاءَ مِنْ أُمُورِ
النَّاسِ، لاَ بَأْسَ بِهَا، فَقَالَ: يَا عِبَادَ اللهِ، وَضَعَ اللهُ الْحَرَجَ،
إِلاَّ امْرَءًا اقْتَرَضَ امْرَءًا ظُلْمًا فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ، قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ،
قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الْهَرَمُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،
مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الإِنْسَانُ؟ قَالَ: خُلُقٌ حَسَنٌ.

وكذا تابعه زائدة وحديثه عند الطبراني (456) .

 وسفيان الثوري ومسعر وحديثهم عند
ابن أبي شيبة في المصنف (25824 )

إذا علمت فلا تنفع عثمان بن حكيم متابعة الأجلح الكندي وهو مضعف وخبره
عند أحمد في المسند (18456)

فهذه الزيادة ضعيفة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم