لطيفة : معنى قولهم ( إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب )

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الحكمة المنتشرة بين العامة ( إن كان
الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) معروفة مشهورة عند السلف

قال ابن أبي الدنيا في الصمت 47 – حدثنا
الهيثم بن خارجة ، حدثنا سهل بن هاشم ، عن الأوزاعي ، قال : « قال سليمان بن داود
صلى الله عليهما وسلم : إن كان الكلام من فضة ، فالصمت من ذهب »

وهذا إسناد قوي للأوزاعي

ونظمها ابن المبارك

قال ابن أبي الدنيا في الصمت 759 – وحدثني
محمد بن إدريس الحنظلي ، قال : قال عبد الله بن المبارك : « أدبت نفسي فما وجدت
لها ***من بعد تقوى الإله من أدب

، في كل حالاتها وإن قصرت *** أفضل من
صمتها عن الكذب

 وغيبة الناس إن غيبتهم ***حرمها ذو الجلال في
الكتب

 إن كان من فضة كلامك يا *** نفس فإن السكوت من
ذهب »

وقد فسر ابن المبارك هذه الحكمة

وقال ابن أبي الدنيا في الصمت 744 – حدثني
أبو عبد الرحمن الأزدي ، عن خاقان بن عبد الله ، قال : سمعت ابن المبارك ، وسئل عن
قول لقمان لابنه : إن كان الكلام من فضة ، فإن الصمت من ذهب . فقال عبد الله : « لو
كان الكلام بطاعة الله من فضة ، فإن الصمت عن معصية الله من ذهب »

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم