هؤلاء المشيخة يغتالون فطرة من استطاعوا أن يغتالوا من العامة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

مستفاد من بعض الإخوة:

جملة “لا تسب فإن في السماء إلهاً يا صاحبي” انتشرت كـmeme في 2021 في تركيا، حينما صورت والدة ابنها وهو يلعب Fortnite وينصح رفيقه بألا يسب، لأن في السماء إلهاً يحاسبه. وخرج كل “المشايخ” الماتريدية على اليوتيوب وقتها وأنكروا تلك المقالة وتأسفوا من انتشارها بين العوام.

وهذه المقالة مشهورة جداً عند الأتراك. وهناك أغانٍ عنها كذلك مثل: “إن في السماء إلهاً أفلا تخاف؟!” ومثل “إن في السماء إلهاً فلا تكذب”.

وهذه فتوى في الصورة تشهد بانتشار المقالة وتنسبها لجهلة العوام وتحرمها.

فما يدعيه بعض طلبة العلم من انتشار التجهم في العوام لا حقيقة له في أي بلد من البلاد، لا بلاد المسلمين ولا المشركين، إنما تنتشر الخرافات والسحر والقبوريات عادة (هذا كلام الأخ مع شيء من التعديل).

أقول: ولكن هؤلاء المشيخة يغتالون فطرة من استطاعوا أن يغتالوا من العامة، وقد سأل النبي ﷺ جارية: «أين الله؟» فقالت: «في السماء»، فشهد لها بالإيمان.

يقول جستون باريت المتخصص في علم الإدراك الديني في جامعة أكسفورد في كتابه «فطرية الإيمان»: “لا يوجد لدينا دليل على أن فكرة كون ثلاثة أشخاص في واحد (فكرة الثالوث المسيحي) منطقية تماما للأطفال أو للعديد من البالغين، وبالمثل فكرة أن الله ليس له موقع في المكان أو الزمان، كما يقترح بعض المسلمين (يقصد الجهمية) واليهود والمسيحيين اللاهوتيين، مرهقة لعقول البالغين والأطفال على حد سواء”.

ما قاله هنا حول عقيدة (الله لا داخل العالم ولا خارجه) يعترف به حذاق الأشعرية، كالعز بن عبد السلام والغزالي الذي اعترف أن عقيدتهم لا يعتقدها إلا واحد بالألف.

وهذا يبدد خرافة السواد الأعظم، فغالب الناس على مر الزمان لا يعتقدون هذه العقيدة، لذا قرر ابن تيمية وابن القيم أن الشرك في الناس أكثر من التعطيل.

وأي تنفير من الإسلام أعظم من نسبة هذه العقائد المنافية للفطرة والنصوص فضلاً عن العقل له؟

قال ابن تيمية في «درء تعارض العقل والنقل» [6/155]: “وهذه الحكاية إنما افتراها بعض الجهمية من المعتزلة ونحوهم، لأن ابن كلاب خالف هؤلاء في إثبات الصفات، وهم ينسبون مثبتة الصفات إلى مشابهة النصارى، وهو أشبه بالنصارى، لأنه يلزمهم أن يقولوا: إنه في كل مكان، وهذا أعظم من قول النصارى، أو أن يقولوا ما هو شر من هذا، وهو أنه لا داخل العالم ولا خارجه”.

فصرح أن مقالة المعطلة شر من مقالة النصارى، وكلها مناقضة للفطرة.