
حين نُعي الإمام عبد الله الدارمي صاحب السنن إلى الإمام البخاري نكَّس رأسه واسترجع، ثم أنشأ يقول:
إن تبقَ تُفجع بالأحبة كلهم … وفناء نفسك لا أبا لك أفجع
وهذا البيت للشاعر مسكين الدارمي، وهذا من حذق البخاري رثا الدارمي ببيت لشاعر دارمي.
أحسب أن الشيخ لو كان حياً ستعجبه الفائدة، فقد عُلم كلفه بأهل الحديث ومحبته لهم.
وفي الحديث: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
وذِكر الولد الصالح من باب ما أخذ مأخذ الغالب، فغالباً يدعو للرجل ولده.
وإلا فكل من دعا له ينفعه، وهنيئاً لمن خلَّف أولاداً كثر (تلاميذ ومحبين).
وقاعدة (ما أخذ مأخذ الغالب لا مفهوم له) استفدتها أول ما استفدتها من دروس الشيخ حين كان يرد على محرمي النقاب، فأحببت أن أرد الجميل في هذا المقام ولا يُرد.
لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
رحمه الله وغفر له وربط على قلوب ذويه.