في الحقيقة هذا المقطع فيه اعتراف عزيز.
أن أحمد ديدات مناظر النصارى الشهير لما كان عارفاً بكتب النصارى أكثر من الكتاب والسنة وقع في نقد أمور في النصرانية لها نظير في القرآن والسنة، وهذا جعل بعض الزنادقة يأخذون نقده ويعكسونه على القرآن.
وهذا أمر نبَّه عليه غير واحد، وقد نبهت عليه في نقدٍ لبعض الباحثين الذين نقدوا كتاب النصارى، فانتقد ثبوت صفات لله عز وجل في كتابهم، هذه الصفات لها نظير في القرآن والسنة عندنا، وليست من قبيل المنفي فنبَّهته.
وهناك من ينتقد شرائع معينة ويصفها بالوحشية أو نحوها بذوقه فقط، فيأتي بعض الناس وينزل ذلك على أحكام شرعية عندنا فيها ردع ورحمة.
وهذا أيضاً ينطبق على نقاد الشيعة.
والمثال الذي ذكره يبيِّن مسألة أعمق، وهي أن انحراف أهل الضلال في بعض الأبواب ونقدهم لغير المسلمين بناءً على ضلالهم يفتح الباب لنقد الكتاب والسنة.
فتراه جهمياً ويسخر من نصوص الصفات في كتب أهل الكتاب، ثم تجد لذلك نظيراً في القرآن والسنة، فيكون في حقيقة أمره قد انتقد النص الشرعي باسم نقد النصرانية.
وقد ذكر شيخ الزيدي يحيى بن حمزة المتوفى عام 745 في كتابه «الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز» أن جماعة من الملاحدة طعنوا في القرآن بزعمهم أن ظواهر نصوصه تشبيه للخالق بالمخلوق، ولا يخفى أن هذه شبهة الجهمية بالأساس، ومن فروعهم الأشعرية والماتردية ويستخدمون أداة متكلفة يسمونها التأويل، وهي تمحُّل وتحريف ولا تأتي بمقنع.
أضف كلام الدكتور ذاكر نايك لكلام الزيدي يحيى بن حمزة الذي يميل أصالة إلى التعطيل؛ تعرف خطورة هذه الضلالات وأثرها على الدعوة للإسلام.