ما يراه العالماني العربي ميزة للسياسة الغربية يراه محللون باباً لضعفها

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

تعليقات الأجانب على وضع وزير الخارجية الأمريكي صليباً رمادياً على جبينه تدور على ثلاثة أضرب:

الأول: الفخور السعيد به، ويقول له افتخر بمسيحيتك الكاثوليكية، وبعضهم يبشر بأننا عدنا وأن الليبرالية تنحسر.

الثاني: من يقول إننا مسيحيون ونرفض أن يستخدم وزير الخارجية رمزاً مسيحياً وهو يؤيد الإبادة الجماعية في غزة، فهذه أفعال ليست مسيحية.

الثالث: كصاحب هذا التعليق الذي تكلم بكلام فلسفي كثير يتعلق بعلاقة الدين بالسياسة.

وقد قال هذا الكاتب: “لا يمكن لأي حضارة أن تستمر في العيش في ظل الفراغ الروحي في جوهرها.

وهذا هو السبب بالتحديد وراء خضوع أوروبا لعملية أسلمة بعد أن توقفت عن كونها مسيحية، ولكن قبل ذلك، كان عليها أن تمر بعملية إزالة المسيحية، والتي فتحت فراغا روحيا، وهو فراغ ينتهي دائما بملئه أقوى أيديولوجية دينية متاحة: الإسلام”.

يعني ما يراه العالماني العربي ميزة للسياسة الغربية يراه محللون باباً لضعفها، لأن فيها مكابرة لحاجة الإنسان لما يسمونه الإشباع الروحي.

وفي الحقيقة السياسة العالمانية تقفز على البحث، وتفترض حقيقة أنه لا توجد آخرة أو أن أحوالنا السياسية في هذه الدنيا لا تؤثر على آخرتنا، وبناءً عليه ينبغي فصل الدين عن الدولة حتى لو صححنا الدين!

وقد تأثر بذلك بعض المنتسبين للملة، فصاروا ينادون بإقصاء البحث العقدي وكأنهم يقولون إنه لا يؤثر في الآخرة، ولذا إذا أضر بدنيانا فيما نظن ينبغي أن نتركه.

والنصوص الشرعية دالة على أن لله عز وجل حكماً في السياسة والاقتصاد والاجتماع وأن التزام هذا الحكم ليس محل خيار.

﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم﴾ [النساء].

وهذا أيضاً في مسائل الغيب، فمن حكَّم العقل اليوناني في قضايا الصفات، فما حكَّم الله ورسوله وتناولته الآية.