ما بال التثليث أو اللادينية بعد التوحيد؟

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن أبي شيبة في المصنف: “27966- حدثنا إسماعيل ابن علية، عن داود بن أبي هند؛ أن محمد بن سعد بن أبي وقاص سمع قوما يتكلمون بالفارسية فقال: ما بال المجوسية بعد الحنيفية؟!“.

أقول: هذا إسناد صحيح إلى محمد بن سعد بن أبي وقاص، وهو تابعي ثقة ابن صحابي مبشر بالجنة.

الحديث بالفارسية بدون حاجة استنكره محمد، وذكَّر هؤلاء المتحدثين أن هذا الأمر من خصائص المجوس الذين رفعنا الله عز وجل عليهم بالحنيفية.

هذا المعنى يغفل عنه الناس اليوم، فتراه ينظر بتعظيم لخصائص الكفار ويقلدهم فيها دون أدنى حاجة أو ضرورة، ثم نستغرب بعدها إذا تطور الأمر إلى تأثُّر عقائدي بهم.

بل الحال المشاهد اليوم في كثير ممن يدعو للاحتفال بأعياد الكفار أنه متأثر بهم ثقافياً، وتجد في صدره حرجاً من عدد من الثوابت الشرعية بناءً على الاحتكام إليهم، حتى أن أحدهم إذا كلم ملحداً تجد للملحد عليه اليد العليا لاتفاقهما على الاحتكام للقيم الغربية.

بل الأدهى والأمر أنك تجد العالماني والزنديق والمتنور لا يحتكمون إلى الغرب على التحقيق وإنما يحتكمون لخيالات في عقولهم عن الغرب.

رأيت أحدهم يتحدث عن أن المرأة في المجتمع الغربي يمكنها أن ترضع طفلها أمام الناس مظهرة ثدييها ولا مشكلة لأنهم أسوياء!

وهذا لو كان صحيحاً فهذا يدل على أنهم مرضى، إذ لا يحركهم رؤية ثدي امرأة، وهذا أمر فج، ولهذا هذا العضو يُستر جزء منه حتى في أكثر ألبستهم تفسخاً.

غير أن هذا خيال، فالغالب عندهم يستنكرون هذا المنظر، وغالب النسوة يخجلن من هذا.

والنسويات واليساريون فحسب يريدون أن تكون شهوة الرجل تحت تحكمهم، متى ما أرادوا تعمل ومتى ما أرادوا تتوقف.

ويا ليت شعري ذلك المجتمع الذي ينتج يومياً الآلاف من المواد الإباحية، ويقتل فيه الملايين من الأطفال بالإجهاض نتيجة الزنا، وتوجد منصات كبيرة تعرض فيها النساء أجسادهن لمن يدفع، يريد أن يقنعني المسكين أنهم لا يهتمون لأمر الشهوة كما نهتم نحن!

هذا فقط للتدليل على الخضوع الفكري وعدم السوية في التعاطي مع الإفرازات التي تأتي من هناك، وفي محيطٍ مثل هذا علاج هذا المرض أولى من محاولة تحصيلك لوسام الاعتدال عن طريق الاجتهاد والالتفاف في التهوين من شأن تهنئة الكفار في أعيادهم.