ماذا لو كان الأمر معكوساً (مجزرة المشايخ الصوماليين الذين أنكروا التسوية في الإرث)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

ماذا لو كان الأمر معكوساً (مجزرة المشايخ الصوماليين الذين أنكروا التسوية في الإرث)؟

كنت أطالع كتاب سهام الإسلام لعبد اللطيف القنطري الجزائري، فوجدت فيه الحديث عن حادثة عجيبة.

قال عبد اللطيف الجزائري القنطري في كتابه «سهام الإسلام» صـ197: “أما العلماء الذين هددهم وتوعدهم رئيس جمهورية الصومال لما رفضوا موافقته على ما ذهب إليه من تعطيل أحكام القرآن، فقد تم له ما هددهم به في تصريحه ذلك المتقدم الذكر، فقد نفذ فيه حكمه حيث أعدمهم بواسطة حرقهم بالنار في ميدان عام حسبما تناقلته وكالات الأخبار العالمية، وهم من خيار العلماء، رحمهم الله وأهلك كل ظالم جبار، فقد نشرت مجلة “رابطة العالم الإسلامي” التي تصدر في مكة المكرمة أسماءهم في عددها الصادر في شهر ربيع الأول من سنة 1393هـ وجاء في تلك المجلة قولها:
(وفى موقاديشو) بالصومال عشرة من العلماء يقتلون لإنكارهم إبطال العمل بالقرآن في آية الميراث، وهم الشهداء/
1 – الشهيد شيخ أحمد محمد.
2 – الشهيد شيخ علي حسن درسمة.
3 – الشهيد شيخ حسن عيسى ألبي.
4 – الشهيد شيخ أحمد إيمان.
5 – الشهيد شيخ موسى يوسف.
6 – الشهيد شيخ محمد زياد مرسي.
7 – الشهيد شيخ علي جامع مرسي.
8 – الشهيد شيخ آدم علي مرسي.
9 – الشهيد شيخ سليمان جامع محمد.
10 – الشهيد شيخ ياسين علم عول.
انتهى ما نشرته مجلة “رابطة العالم الإسلامي” الصادرة بمكة المكرمة”.

بعد قراءتي لهذا بحثت عن هذه القصة فوجدت أن الرئيس الصومالي محمد سياد بري في عام 1975 من التاريخ النصراني أصدر قانوناً للأسرة وفيه تمكين للمرأة زعموا، ومن ذلك القول بالتسوية في الميراث.

فاعترض هؤلاء المشيخة فأعدمهم بري جميعاً.

هذه الحادثة لو كانت معكوسة فكان هناك نظام إسلامي أعدم بعض النسويات أو بعض المطالبين بالتسوية في الميراث، لرأيت هذه الحادثة يعلم بها كل الناس ولأقيمت الحفلات التذكارية ولسُلِّمت لذويهم الجوائز العالمية.

أعلم أن إفريقيا مهملة إعلامياً، ولكن هذه الحادثة لو كانت معكوسة لاختلف الأمر تماماً.

واليوم في ظل مواقع التواصل ينبغي الموازنة، فأخطر الإرهاب والتضليل تلك الأساليب الإعلامية الموجهة والتي لا يحسنها بعض الإسلاميين إلا تجاه أهل الحديث فحسب.

ولكن القصة ذهبت في طي النسيان لعاملين:

الأول: أنها أفريقية.

الثاني: أن الضحايا من أنصار الشريعة في قضية تقف ضدهم فيها حبائل إبليس.