مات سيد القمني …
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (21/ 341): “609- أبو العباس السرخسي،
واسمه أحمد بن الطيب على الصحيح.
وقال محمد بن إسحاق النديم: وجده اسمه: أحمد بن محمد بن مروان السرخسي النديم.
وقال: كان متفننا في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب، حسن المعرفة، جيد القريحة، بليغ اللسان، مليح التصنيف. كان معلما للمعتضد، ثم نادمه وخص به، وكان يفضي إليه بسره ويستشيره، وله مصنفات في الفلسفة“.
ثم قال الذهبي: “ثم إن المعتضد قتل السرخسي لفلسفته وسوء اعتقاده.
قال المرزباني: نا علي بن هارون بن علي بن يحيى المنجم: أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي النديم قال: حضرت أحمد بن الطيب وهو يقول للمعتضد: قد بعت دفاتري التي في النجوم والفلسفة والكلام والشعر، وتركت ما فيها من الحديث، وما همي في هذا الوقت إلا الفقه والحديث. فلما خرج قال المعتضد: أنا أعلم أنه زنديق، وأن هذا الذي فعله كله رياء.
فلما خرجت قلت فيه:
يا من يصلي رياء … ويظهر الصوم سمعه
قد كنت عطلت دهرا … فكيف أسلمت دفعه؟
قل لي: أبعد اتباع … الكندي تعمر ربعه
وليس يعبد ربا … ولا يدين بشرعه
إن قلت: قد تبت … فالشيخ لا يفارق طبعه
أظهرت تقوى ونسكا … هيهات في الأمر صنعه“.
أقول: حين قرأت سيرة هذا السرخسي ونفاقه وكذبه تذكرت سيداً القمني الذي هلك اليوم، والذي كان يزعم أنه مسلم وأن المتشددين يكفرونه بالباطل.
ثم إنه ظهر له تسجيل مع شاب ملحد يعترف فيه بإلحاده وأنه لا يعلن ذلك لأنه لا بد من شيء من (الأبلسة) في التعامل مع المسلمين.
غير أن السرخسي قتله المعتضد، أما هذا فقد هلك اليوم بعد عمر قضاه في حرب الثوابت وتشكيك المسلمين في دينهم، وقد سبقه ما لا يحصيه إلا الله من الزنادقة ففنوا وبقي دين الله تبارك وتعالى، ثم إن الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر.
عاشوا حياتهم بالكذب والنفاق إذ أن عقائدهم نقيض الشجاعة والصدق وحجزوا موضعاً لهم في الدرك الأسفل فما علمنا عنهم توبة والله المستعان.