
لنشكر الله على نجاتهم بالإحسان إليهم.
في «تهذيب الكمال» للمزي [18/139]: “وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي، عن يحيى بن عيسى، عن ابن عيينة: أمطرت مكة مطرا تهدمت منه بيوت، فأعتق عبد العزيز بن أبي رواد جارية له شكرا لله إذ عافاه الله منه”.
هذا الأثر في شكر الله عز وجل على النجاة من البلاء العام {اعملوا آل داود شكرا} [سبإ ١٣].
غير أنه لو أراد أحد هناك من أهلنا أن يتصدق، ما استطاع لما لحقهم من البلاء.
وكم شعرنا بغصة وتقصير في الأيام الماضية فعلينا ذلك، وانتهاء الحرب لا يعني انتهاء معاناة المحتاجين والمصابين ومن فقدوا ذويهم و«الراحمون يرحمهم الرحمن».
ومن أعظم ما يستمطر به الأمن توحيد الله والعمل الصالح {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} [النور ٥٥].
وقال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} [قريش ٣-٤].
عسى الله أن يعجِّل بهلاك العدو ويستتم الأمن، وعسى الله أن يتقبل من قضوا من المسلمين شهداء ويلهم ذويهم ممن بقوا الصبر والسلوان، وعسى أن يجمعهم جميعاً في جنان الخلد ونحن معهم وسائر المسلمين.
ومثل هذه المناسبة ينبغي أن تكون باباً لإحياء الأخوة الإيمانية بمشاركة الفرح، لا كثرة التفاخر والكلام بالنفس الوطني مع الحط على بقية المسلمين.