
هذا مقال منشور في موقع قوة الإيجابية، وهو موقع أجنبي يتابعه أكثر من 50 مليون شخص.
المقال يصنف ضمن علم النفس التطوري، بعنوان (العلم يكشف سبب جاذبية الرجال الأبطال).
وقد فتن كثيرون بعلم النفس التطوري، وهذا سيكون مثالاً جيداً لكشف الإشكال في طرحهم ولماذا يظهر كلامهم مقنعاً في مواطن كثيرة.
مما نؤمن به أن رب العالمين حكيم خبير وأنه خلق الخلق وجعل فيهم من الملكات ما يعينهم على القيام بأوامره سبحانه وتعالى، وأيضاً جعل فيهم القدرة على الشر وفيهم بوادر الفتنة {فألهمها فجورها وتقواها} «حفت النار بالشهوات».
ومن أوامره الأمر بالنكاح والتكاثر.
نظرية التطور تجعل التكاثر وبقاء النوع هو الغاية -وإن لم يكونوا يصرحون بذلك-، فلذلك يفسرون كثيراً من الظواهر بأنها موجودة لأنها الأفضل لتكاثر النوع أو هي بقيت لأنها الأفضل للتكاثر، فكأن الطبيعة كائن قائم بذاته وله حكمة، وأودع أموراً في الكائنات وفقاً لهذه الحكمة، فالأمر كما يقول ابن القيم أنهم أزالوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه الطبيعة، ثم ترى ألفاظاً مثل (الانتخاب الطبيعي) و(العشوائية).
نظرية التطور أوسع من هذا بكثير، وفيها من الكفر والسفسطة ما الله به عليم، ولكن هذا الجانب التفسيري تظهر قوته لأنه حديث عن حكمة الخالق باسم (الانتخاب الطبيعي).
هذا المقال يتكلم عن أن الرجال الأبطال جذابون، شأنهم شأن الوسيمين تماماً.
والأبطال هم الأقوياء الميالون للمخاطرة والشجاعة، ثم إن البطولة تختلف من زمان إلى زمان، فشجاعة الرأي والثبات على المواقف وغيرها تعتبر بطولات أيضاً.
يقولون في المقال: “أصبحت الشخصية البطولية التي غالباً ما تصوَّر على أنها شجاعة، وتضحي بالنفس، ومستقيمة أخلاقياً (بشكل غير عادل!) نموذجاً للسمات المرغوبة في الرجل”.
أقول: السبب في هذا أن الرجال مخاطبون بالجهاد شرعاً وبالقتال، والرجل القادر على الحماية والاكتساب مرغوب لأن هذه صفات (قوامة).
مثل هذه الدراسات تثبت أن الرجولة تختلف عن الأنوثة وأنهما فطرة وأنه لا يوجد شيء اسمه مساواة، وحتى النساء اللواتي ينادين بذلك هن يعلمن أنهن لسن جادات بذلك، وإنما يردن الابتزاز العاطفي لتحقيق المكاسب فقط.
ومن جليل كلام السلف: «الكسب الحلال عمل الأبطال» ومعلوم ميل كثير من النساء للرجل الذي يكتسب كثيراً، فهذه بطولة، وباختصار: مخاطبة الرجال مجتمعياً بهذا الأمر لا بأس به، ولكن الإشكال ألا يُمنح شيئاً في مقابل ذلك وهي (القوامة)، وليس من شرط القوَّام أن يكون بطلاً خارقاً، بل كثير ممن نراهم عاديين هم أبطال بالمعنى السلفي «الكسب الحلال عمل الأبطال»، وكذلك الحماية وغيرها من القيم.
وكثير من الناس يتحدثون عن المرأة وكأنها مقيِّم محايد للرجال، فيقولون (النساء يفضِّلن كذا وكذا، ويجب عليك أن تفعل كذا وكذا لترفع قيمتك)، والمرأة ليست ثابتاً لا يتغير، فإن النساء يتفاوتن في الصفات الخلقية والخُلُقية، ويدركن ذلك، لذا تختلف الاشتراطات بينهن بحسب ذلك إن رزقن عقلاً.