في حديث المعراج في الصحيحين من حديث أنس عن النبي ﷺ أنه قال عن رب العالمين: “فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: قد استحييت من ربي، ثم انطلق حتى أتى بي السدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك”.
استفيد من هذا الخبر أن صلاة الفريضة خمس في العدد خمسون في الأجر.
وهل القصد أن الخمسين بمعنى أن الحسنة بعشر أمثالها؟
أم القصد أن الحسنة بمائة ضعف؟ لأن الحسنة في نفسها بعشر أمثالها وفي صلاة الفريضة تضاعف عشرة أضعاف، ويبدو أن هذا المقصود، إذ لولا هذا لما كان للفريضة خصوصية، ولأنها لو كانت خمسين، فالحسنة بعشر أمثالها في كل واحدة من الخمسين.
فالحسنة في صلاة الفريضة بمائة، وثبت أن الحسنة في صلاة العصر مضاعفة بشرط المحافظة على وقتها.
قال مسلم في صحيحه: “1879- [292-830] وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن خير بن نعيم الحضرمي، عن ابن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، عن أبي بصرة الغفاري، قال : صلى بنا رسول الله ﷺ العصر بالمخمص، فقال: إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد.
والشاهد: النجم”.
وهذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم ليس مشهوراً، وفيه أن صلاة العصر المرء يؤتى فيها أجره مرتين، وهذا مع ضميمة حديث المعراج يدل على أن الحسنة في صلاة العصر بمائتي حسنة.
وقد ورد وعيد خاص في ترك صلاة العصر، فناسب أن يوجد ثواب خاص في صلاتها، لأن الرحمة سبقت الغضب.
وكل إشارة حسنة، وكل تسبيحة حسنة، وكل تكبيرة حسنة، وكل حرف من القرآن حسنة، وكل سجدة حسنة، وكل ركوع حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وفي الصلاة بمائة مثل، والعصر بمائتين.