عن ملف المرأة المعاصرة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

من الأمور التي أقولها دائماً لمن يطرحون شبهات في ملف المرأة ليبرِّروا الإلحاد أو الطعن في الثوابت: هل تريدون أن نؤلِّه المرأة المعاصرة ونجعل أهواءها حكماً على الله ورسوله وندمر كل معنى جيد نعرفه لأجل نزغات هرمونية؟

كان الأمر مجرد استعارة، حتى رأيت هذا العنوان:

الرجال الحقيقيون يعبدون النساء: دليل الرجل النبيل لمحبة النساء وطاعتهن (علاقة تقودها النساء)

للكاتبة ماريسا رودر الشهيرة في مجال العلاقات.

لاحظ استخدامها لكلمة «يعبدون» بدل «يطيعون» واستخدام «الرجال الحقيقيون» و«الرجل النبيل»، تلك المصطلحات العائمة التي تستخدم للتدجين، فيقال: الرجل الحقيقي من صفته كذا وكذا، ولا تختار إلا ما في مصلحتها.

أسلوبها متَّبع بشكل كبير في مواقع التواصل عندنا، وإن لم يصل إلى مستواها في الوقاحة.

هي تنطلق من حقيقة أن العلاقة المساواتية المطلقة المبنية على الشراكة المزعومة محض أسطورة.

وهي خطوة أولية فقط لتدجين الرجال.

ثم بعدها يقال لك: اترك المرأة تقود، ولا يوجد علاقة بين الجنسين بدون قائد.

وقد أكذبهم الله عز وجل فقال سبحانه: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء ٣٤].

وتأمل قوله تعالى: {وبما أنفقوا}، اليوم تجد عناوين مثل: المرأة لا يحق للرجل أن يمس راتبها وهو ملزم بالنفقة عليها!

وماذا يأخذ مقابل هذا؟ هل يأخذ قوامة وطاعة؟

لا، يأخذ شراكة!

كان العبد قديماً لا يسأل سيده عن ماله، والسيد يسأل عبده عن خراجه ويأخذ منه، وفي مقابل ذلك يُطعم السيدُ العبد ويكسوه ويسكنه ويزوجه.

أما أن يكون هناك إنسان أنت ملتزم تجاهه بأشياء كثيرة وهو ملتزم تجاهك بمجرد (الشراكة) فهذا يقترب مما تتحدث عنه ماريسا!

وحتى حق الجماع الذي تعلق به كل هذه الأمور مع أنه منفعة للمرأة أيضاً، فلا يخفى عليكم أنه صار شبهة موجودة في كل مواقع الزنادقة، شبهة الاعتراض على نصوص الوعيد في حق الناشز والمرأة التي لا تعطي زوجها الحق الشرعي، لأن هناك اعتراضاً على أنه يطالب بـ(حقه).

طريف أن تنتشر هذه الشبهة في أكثر زمن تسجن فيه النساءُ أزواجهن استناداً لقوانين منحازة.

تسجنه وترفع عليه عشرات القضايا، ثم تملأ الدنيا ضجيجاً لأجل موضوع (الضرب غير المبرح)!

الطريف أن مصمم غلاف كتاب ماريسا حين أراد التعبير عن المرأة التي تقود الرجل ألبسها لباس رجل ووضع جسد رجل ووجهاً لصنم أنثى!