طاعة الزوج بين النص الشرعي وأهواء العصر

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا التعليق ذكرني بواحدة علقت عند الكيالي تطالبه بعمل حلقة عن عدم وجوب الحجاب!

مع الفارق بين المسألتين، ولكن الجوهر واحد، وهو أن يكون المرء تشبع بشهوات جاءت من فلسفات غربية فاسدة حالمة كالنسوية والليبرالية ثم يريد خطاباً دينياً موافقاً لهذا.

هذا تعليق على مقطع لمفتٍ يقول إنه لا يصح حديث في طاعة الزوجة للزوج.

ترى احتفاءً عظيماً بالمقطع وكأن الناس كانوا يقولون على المرأة أن تطيع زوجها في معصية أو تطيعه فيما لا تطيق.

وكأن نساء المسلمين قبل هذا الزمان اللواتي تداولت بينهن هذه الأحاديث كن في سجن ومذلة.

والحق أنهن لو كن يفكرن كالنساء العصريات لكان عددنا اليوم ربع عددنا الحالي أو حتى أقل، لكثرة حالات الطلاق والتفكك الأسري.

أصل طاعة الزوج ثابت في النصوص بوضوح، ولكن بعض الفضائل التي علِّقت عليه قد يناقش فيها البعض.

قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء}، وقال: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا} [النساء ٣٤].

وفي الصحيحين من حديث ابن عمر عن النبي ﷺ: «ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد».

وهذا معناه أن النساء يستأذن الرجال القوامين عليهن في الخروج.

وهناك خبر عدم صيام المرأة تطوعاً إلا بإذن زوجها، وخبر لعن الملائكة لها إن هجرت فراشه، وغيرها، وهذه أحاديث لا يمكن لأحد تضعيفها لورودها في الصحيح.

النساء اليوم يعلمن أن على الرجال حقوق لهن، ويعرفن ذلك جيداً، ويعدِّدنه ويلمن على التقصير فيه، ولو لم يوجبه الشرع، وإنما أوجبه العرف أو حتى لم يوجبه العرف، ولكنها رغبت به.

فإذا جاء الأمر إلى طاعة الزوج بالمعروف والمقدور عليه، فإنهن يبحثن عن شيخ يضعِّف أو آخر يحرِّف.

هناك كافر يكفر بالدين صراحة إذا خالف هواه، وهناك من يريد البقاء على الدين والاستفادة منه، ولكن مع ترك ما لا يعجبه فيه، يريد جنة لم تُحفَّ بالمكاره وناراً لم تُحفَّ بالشهوات.