
مثل هذه القصص لا يدرى بتفاصيلها ومن الظالم من المظلوم، وربما يكون الخطأ مشتركاً، غير أنني أهتبل الفرصة للتنبيه على معان مهملة.
الكلمة الطيبة من الزوجة للزوج خصوصاً، إذا كانت تحمل الامتنان لها أثر حسن غاية عليه.
عن أبي سعيد الخدري، قال: “خرج رسول الله ﷺ في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن»” متفق عليه.
وكفران العشير -كما ورد في روايات أخرى- بأن تقول له: “ما رأيت منك خيراً قط”.
كثير من النساء لا ينتبهن لهذا (الظلم الناعم) وما يترتب عليه، بل لا يرينه إثماً عظيماً أو غلطاً، بل تراه من الدلال أو الطبيعة الأنثوية أو الهرمونات! ولا تدري أن لكلماتٍ أثراً مثل طعن السكاكين.
ظلم الرجال للنساء غالباً ما يكون ظاهراً معلوماً للناس لأنه مسئول عنها، فيقال: فلان ضرب زوجته، فلان حرمها، وينضبط ذلك، ويمكنها أن تشتكي ولا يكون في ذلك عليها عار.
بينما كثير من الرجال يشعر بالعار والفشل إن سمع كلمة مثل “ما رأيت منك خيراً قط” ونظيراتها، خصوصاً مع ما يقع عليه من العبء الأخلاقي، وإن اشتكى كان ذلك قدحاً في رجولته وقوامته، وإن بطش كان ظالماً في نظر الناس، وإن صبر ونصح فذلك طريق طيب، ولكن قل من يصبر عليه، لذا جيء في النصوص بذكر التعامل مع النشوز.
والنهي عن مثل: “ما رأيت منك خيراً قط” يدل بقياس العكس على استحباب الكلمة الطيبة وإظهار الامتنان والدعم وحتى إن وقع نقد يقع منضبطاً.
وفي هذا الزمان يكثر ذكر أحاديث الاستيصاء بالنساء خيراً وهي حق، ويذكر عبارات كقول الغزالي: (الصبر على ألسنة النساء مما يبلى به الأولياء)، كل ذلك في سياق مخاطبة الرجال وترغيبهم في الصبر، بينما الخبر الوارد في كفران العشير أكثر ما يذكر في سياق الجواب عن شبهة!
والذي ينبغي وعظ النساء أيضاً وتنبيههن مع كثرة ذلك ومضاعفته في هذا الزمان، زمان الاستحقاقية.