
لا أدري من أين يأتي هؤلاء بهذه الثقة وهذا الانتفاخ الفظيع.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: “2352- نصر بن عمران (أراه – 2) اليزني أبو جمرة الضبعي (البصري- 3) سمع ابن عباس روى عنه شعبة وحماد بن زيد وحماد ابن سلمة قال عمرو بن عباس نا ابن مهدي عن المثنى بن سعيد قال نا أبو جمرة قال لما بلغني تحريق البيت خرجت إلى مكة واختلفت إلى ابن عباس حتى عرفني واستأنس بي فسببت الحجاج عند ابن عباس فقال لا تكن عونا للشيطان ثم رجعت إلى البصرة فخرجت إلى خراسان فكنت بها زمانا، مات في ولاية يوسف بن عمر (وكانت ولاية يوسف بن عمر- 3) سنة إحدى وعشرين ومائة إلى سنة أربع وعشرين ومائة”.
وذكر البخاري هذا الخبر في «التاريخ الأوسط» أيضاً.
وإسناده صحيح، وذكرته في جمعي للصحيح المسند من آثار عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
وقول ابن حبان في عمرو بن عباس: “ربما خالف” لا يضره، لأنه تردد، وهنا لم يخالف أحداً، وقد احتج به البخاري في الصحيح ووثقه الدارقطني.
وانظر إلى قوله: “بلغني تحريق البيت خرجت إلى مكة” يعني لما بلغه أن البيت نصب عليه المنجنيق، خرج إلى مكة ليطمئن على أهلها.
ويقول إنه سب الحجاج عند ابن عباس في مكة -وهذا يؤكد أن الأمر ثابت عليه- فنهاه ابن عباس عن السب، وقال له: «لا تكن عوناً للشيطان».
هذه رواية واحدة من روايات كثيرة انتقيتها لقوة إسنادها، وإسناد الرواية بصري وأهلها بعيدون عن التشيع آنذاك.
وإن اعترض معترض بما ذكره جماعة من المؤرخين في وفاة ابن عباس فهؤلاء أنفسهم ذكروا أمر الحجاج والكعبة فإن اعتمد قولهم هناك بلا اسناد اعتمد هذا بلا إسناد.