المواقف العاطفية مختزلة باللحظة وتتجاوز التاريخ (التعليق على مقال يوثق تعاون إيران مع أمريكا في غزو العراق وأفغانستان)

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذا مقال من موقع ميبا نيوز، يوثق تاريخياً تعاون إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية في غزو العراق وأفغانستان (أكبر جريمتين لأمريكا في المنطقة، مع دعمهم للكيان السرطاني الصهيوني).

والمقال بعنوان: كيف تعاونت إيران مع أمريكا في غزو العراق وأفغانستان؟

التصريح المكتوب بالفارسي عندك أعلاه ترجمته: “تصريحات أحمدي نجاد المذكورة أعلاه، والتي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) واصل أحمدي نجاد تصريحاته في هذا الاتجاه في الفترة التالية، وأدلى بخطاب مماثل عام ٢٠٠٩ مستخدماً التصريحات التالية: “وصفت أمريكا إيران بأنها محور الشر، لقد أهانوها بشدة عندما كانت إيران أكثر دولة تعاونت معهم في أفغانستان والعراق”.

ثم قال كاتب المقال: “تصريحات أحمدي نجاد المذكورة أعلاه والتي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) فيما يلي الوثائق والتصريحات التي تكشف عن تعاون إيران مع الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق”.

من أهم ما ذكره: “في مقابلة أجريت عام ٢٠٠٥ قال محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والشخصية البارزة في الساحة السياسية الإيرانية، والذي شغل لفترة طويلة منصب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، عن الوضع في أفغانستان: “لعب حلفاء إيران في أفغانستان والعراق دوراً هاماً في الإطاحة بطالبان وصدام حسين، وقدمت لهم إيران الدعم اللازم. لعب بعض قادة الحرس الثوري، الذين قدموا المشورة لتحالف الشمال، دوراً محورياً في الاستيلاء على كابول. كانت هذه القوات مدربة تدريباً خاصاً على حرب المدن، واكتسبت خبرة في هذا المجال خلال الحرب الإيرانية العراقية. وكانوا فعالين للغاية ونشطين في تقديم المشورة لهذه المجموعة. ومع ذلك سرعان ما استغلت الدعاية العسكرية الأمريكية العديد من هذه النجاحات””.

ومما ذكره: “في تقرير نشرته صحيفة كيهان المقربة من المرشد الأعلى الإيراني خامنئي، أكد موسويان أن الولايات المتحدة قد حصلت على خرائط لمراكز طالبان، وألقى باللوم على “الإصلاحيين”. وعبر محمد خاتمي، الذي شغل منصب رئيس إيران بين عامي 1997 و2005، عن تعاونه مع الولايات المتحدة خلال غزو أفغانستان بالكلمات التالية: “كانت طالبان عدونا. اعتقدت أمريكا أن طالبان عدوها أيضاً. إذا أطاحت بطالبان، فسيخدم ذلك مصالح إيران”” (ووضع فيديو خاتمي وهو يتكلم بالصوت والصورة).

وقال كاتب المقال: “على الرغم من دعم إيران العلني للولايات المتحدة في غزوها لأفغانستان، جادل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعكس ذلك في خطاب ألقاه عام ٢٠٠٣. زعم خامنئي أن طالبان خلقتها الولايات المتحدة ضد إيران:

“لقد نظم الأمريكيون أنفسهم حركة طالبان في شرق بلادنا. كانوا سلفيين فكرياً ومعادين بشدة للشيعة وإيران والثورة الإسلامية والإمام. كنا نعلم ذلك، وكان واضحاً تماماً، ولدينا تقارير عديدة عنه. (…) ونتيجة لذلك، نظم الأمريكيون أنفسهم حركة طالبان ورعوها” (وذكر تاريخ الكلمة ووثقها من الصحف الإيرانية).

والمقال طويل جداً، مليء بالوثائق المصورة، من أراده فليأخذه من هناك، وهو منشور في عام ٢٠٢٤.

أذكر هذا لأن كثيراً من الشباب لم يدركوا هذه الحقبة، ولِما ظنوا أن إجرام إيران مقتصر على ما رأوه في سوريا أو اليمن هذه الأيام.

لا أقول هذا تهويناً من شأن إجرام الكيان الصهيوني، ولا هذا سبب إشكاليتي الرئيسي مع الإمامية الذين خلافنا معهم عقدي، وإنما لبيان أن المواقف العاطفية مختزلة باللحظة وتتجاوز التاريخ، فدماء الفلسطينيين غالية، وكذلك دماء بقية المسلمين الذين تسبب هذا النظام المجرم بقتل الملايين منهم، تارةً بشكل مباشر وتارةً بإعانة غيرهم، ومع ذلك يسعون بنشر الشرك بينهم.