الغلظة على أهل الباطل إحسان

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال تعالى: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين} [التوبة ١٢٠].

أقول: تأمل ختم الآية بقوله سبحانه: {إن الله لا يضيع أجر المحسنين}، فدل على أن كل ما سبق إحسان، بما في ذلك قوله: {ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا}.

وهذه أعمال شديدة فكيف تُجعل من الإحسان؟ فالإحسان في مفهوم الناس الصدقة والكلمة الطيبة والصلة.

هذا مفهوم عامة الناس اليوم، وقد جاءت هذه الآية لتوسع المدارك.

فالشدة على أهل الباطل رحمة بأهل الحق ورحمة بأهل الباطل.

فعامة الأحكام الشرعية التي تعجب الناس ما وصلت إلى الكفار إلا بهذا الجهاد، وكم من إنسان كان على الشرك والهلاك فأنقذه الله بهذا الجهاد.

ومثله جهاد الكلمة وجهاد المنافقين، ففيه تَحقُّق معنى الإصلاح.

قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [28/ 53]: “وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين”.

والناس اليوم فهمهم الضيق للإحسان جعلهم ينكرون ثوابت في الدين ويعتبرون ما ليس شبهة شبهة.