
هذا يخترع إباضية جديدة موجودة في خياله.
قال الخليلي مفتي عمان: “فقد أتاح لي القدر السعيد فرصة ذهبية للاطلاع على السفر المسمى “العقود الفضية في أصول الإباضية” لمؤلفه العلامة الجليل أخينا الصالح الشيخ سالم بن حمد الحارثي، فوجدته وايم الحق كتابا جامعا تنشرح به القلوب، وتثلج له الصدور، قد كشف من حقائق المذهب ما أرخى عليه الزمن ستوره، وأبرز من خباياه ما لم يصل إلى أدمغة الجم الغفير من طلاب الحقيقة”.
وتجد في هذا الكتاب ما يلي: “فمن يتول عثمان ومن معه فإنا نشهد الله، وملائكته، وكتبه، ورسله، بأنا منهم براء، ولهم أعداء، بأيدينا، وألسنتنا، وقلوبنا، نعيش على ذلك ما عشنا ونموت عليه إذا متنا، ونبعث عليه إذا بعثنا، نحاسب بذلك عند الله”.
ثم أغلظ القول في عثمان ومحبيه، وتعرض لذكر الخوارج، فأثنى عليهم، وذكرهم بخير ذكر، وعظمهم، وقال بعد ذلك: “فهذا خبر الخوارج، نشهد الله، والملائكة أنا لمن عاداهم أعداء، وأنا لمن والاهم أولياء، بأيدينا، وألسنتنا، وقلوبنا، على ذلك نعيش ما عشنا،
ونموت على ذلك إذا متنا”.
ثم قال: “أدعوكم إلى كتاب الله.. ونبرأ ممن برئ الله منه ورسوله، ونتولى من تولاه الله”.
وهذا الكلام منسوب لعبد الله بن إباض في رسالته لعبد الملك بن مروان.
وهذا الكتاب قرظه مجموعة من كبراء الإباضية وهم:
١- إبراهيم بن سعيد العبري.
٢- أحمد بن حمد الخليلي (مفتي عمان).
٣- سالم بن حمود السيابي.
٤- محمد بن شامس البطاشي.
وقال السالمي في «تحفة الأعيان» [١/ ٣٦٩- ٣٧١] في ذكر قدوم ابن بطوطة على عمان وما شاهده من أحوال الإباضية فيها: “أما رضاهم عن ابن ملجم فالله أعلم به، وهو قاتل علي ومن صح معه خبره واستحق معه الولاية فهو حقيق بالرضا، ومن لم يبلغه خبره ولا شهر عنه بما يستحق به الولاية فمذهبهم الوقوف على المجهول، وعلي قتل أهل النهروان فقيل: إن ابن ملجم قتله ببعض من قتل، ويوجد في آثارنا عن مشايخنا أنه لم يقتله إلا بعد أن أقام عليه الحجة وأظهر له خطأه في قتلهم وطلبه الرجوع فلم يرجع، وابن ملجم إنما قتل نفسا واحدة وعلي قد قتل بمن معه أربعة آلاف نفس مؤمنة في موقف واحد إلا قليلا منهم ممن نجا منهم، فلا شك أن جرمه أعظم من جرم ابن ملجم، فعلام يلام الأقل جرما ويترك الأكثر جرما، ليس هذا من الإنصاف في شيء”.
وهذا الكتاب أجزاء منه توجد في المناهج الدراسية في دولة عمان.
هذا الرجل يقول: نريد تجريم التكفير. إذن تجرم مذهبك وما يقولونه في أصحاب النبي ﷺ.
من عجائب الزمان أن يدافَع عن مذهب من مذاهب الخوارج ممن يكفرون أناساً من أهل بدر من الصحابة ويشهدون بالخلود بالنار على أصحاب الكبائر بلغة ليبرالية تذم الطعن العقائدي مطلقاً!