
هذا منشور لامرأة تركت السلفية إلى الأشعرية.
لاحظ من المرجحات -وجيد أنها كتبتها-: الزينة الحلال والموسيقى ومكانة المرأة!
هذا يذكرني بقصة المرأة التي تنصرت لأجل قصة المرأة الزانية في الكتاب المقدس (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)، رد بعض الدعاة وبيَّنوا أن هذه القصة لا تصح في الكتاب المقدس، وفي الحقيقة مثل هذا الرد لا يقنعني البتة.
ما الرحم بين تلك المرأة التي تنصرت والمرأة الزانية؟
وكيف أهملت كل مباحث العقيدة والشريعة وركزت على أنه لا عقوبة على الزانية؟
صاحبتنا ترجح مذهباً عقدياً على آخر بأن أحد المذهبين يُبيح لها أن ترمي نقابها وتسمع الموسيقى، مع أن هذه ليست مسائل عقدية من الأساس.
وعامة الأشاعرة المتقدمين مذهبهم مذهب السلفية المعاصرة في هذا.
لكن دعك من هذا واقرأ كلام الرازي عن مكانة المرأة وتفسير عامة العلماء للقوامة، تعرف أن ما أعجبها في القوم هو من تأثر كثير منهم بالعصر.
هب أن الأمر كما تزعم، فهذا من عوامل صوابية السلفية، لأن النار حفت بالشهوات والجنة حفت بالمكاره، وفي آخر الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر.
ولا أدري كيف تجرأت على الحديث عن رؤية الله، ومذهب الأشاعرة فيه أعجب مذهب، أنه يُرى وليس له وجه وإلى غير جهة.
ولكن ما يهمها هي برؤية وجه الله؟
المهم أن يرى الناس وجهها بالزينة التي تزعم أنها مباحة.
هذه المرأة تمثل أنموذجاً من شريحة كبيرة كرهت السلفية من باب كره التدين وتأثراً بالقيم الليبرالية والنسوية.
وكان علماء الجهمية بذلك عالمين، فاستغلوا ذلك وحرفوا الدين، كما حرف أسلافهم الصفات.
قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الجاثية].
وفي ذلك عبرة للمنتسبين للسلفية الذين فكروا ببعض التنازلات تألفاً للناس، هؤلاء عندهم إدمان لا يُشبعه شيء، وستأتي مراحل أخرى.
رأيت من ألحدت ومن تجهمت ومن انتكست اتباعاً لشهواتها البدائية.
إنه لزمن عجيب، صار يُحكم فيه بين العقائد بعقد نفسية متكونة من ركام أحلام وأوهام وشهوات جاءت من الدراما ونظيراتها.
وقد رأيت ما لا يحصيه إلا الله، ممن ينظر للدين من نظارة حداثية نسوية مصلحية، لا يسأل كيف أحصِّل رضا الله، بل يسأل: ما الذي أكسبه من الدين وكيف أتبع شهواتي دون أن أشعر بالذنب؟
مهما صوروا لك أنهم اكتشفوا أموراً كانت خفية عليهم تفضحهم شواهد الامتحان، وأنه عجز عن الاستمرار على الخير مع كِبر، تفرَّع عن ذلك تبريرات أنجس من الذنب نفسه.
وتأمل حالهم مع عموم أحوال التدين بعد اكتشاف تدين (الفرفشة) هذا، ينكشف عنك حجاب الوهم بأنك أمام مخدوعين أو مغفلين.