
على طريقة مقتدى الصدر أقول: إن لعن من يسب أم المؤمنين عائشة قرار إلهي وأمر رباني نص عليه القرآن الكريم.
قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما • إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا} [الأحزاب ٥٦-٥٧].
والآية الأولى ما أكثر ما يذكرها الشيعة.
ومن إيذاء النبي ﷺ الكلام في أزواجه، فقد نزل في النور قوله تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم} [النور ٢٣].
وهذه في آيات الإفك التي نزلت في عائشة رضي الله عنها (وبعض الرافضة ادعى أن عائشة هي من قذفت مارية، وكيف تكون هي من قذفت ورب العالمين يقول عن القاذفين إنهم عصبة وهي فرد؟ وحتى إن كان، فمارية اكتسبت حرمتها من قربها للنبي ﷺ، فحرمة عائشة أعظم).
وتأمل هنا لعنٌ وفي آية أذية النبي ﷺ، وقد وصف النبي ﷺ فعل أهل الإفك بالأذية له، فقال كما في صحيح البخاري: «من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي»، وفي بعض الروايات: «يؤذيني في أهلي».
وسيقولون: نحن لا نؤمن بصحيح البخاري، وسيقول قائلهم: نحن لا نقذف أمهات المؤمنين.
فيقال: لسنا بحاجة لذلك، ظاهر القرآن معنا، والقذف قد وقع من قوم منكم، ووقع منكم التكفير، وهذا أولى من أن تحمِّل جميع بني أمية خطيئة قتل الحسين ولا تتكلم عن قبائل القاتلين المباشرين الآخرين! وكل إنسان يحمل ذنبه بنفسه، والقرآن نص على لعن قاتل المؤمن مطلقاً، فهذا يشمل كل قاتل.
قال تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} [الأحزاب ٥٣]، فالزواج من أزواجه من بعده أذية له، فكيف بسبهن ولعنهن في كل مقام وكتابة أشعار الهجاء فيهن؟!
وفي صحيح البخاري: «من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله ﷺ»، وأذيته أنه كان يذكر نساء المسلمين في شعره، وقيل إنه ذكر بعض أمهات المؤمنين، وأشبه الناس به اليوم سبابة الرافضة.