الرد على علي جمعة بدخول الكفار الجنة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

علي جمعة خارج على قناة العربية ويريد أن يستدل على دخول الكفار الجنة، فقال إن هناك حديثاً يقول بأن هناك سبعين ألفاً سيدخلون الجنة من هذه الأمة، وكل واحد منهم يشفع في سبعين ألفاً، وهذا رقم كبير يقارب الخمسة مليار، وهذا يدل على أن غير المسلمين سيدخلون! لأن المسلمين عددهم ما بلغ هذا، يتكلم وكأن القيامة ستقوم غداً وقد انضبط عدد البشرية.

والواقع أن الحديث الذي جاء به لا وجود له البتة في المصادر العلمية، وإنما الموجود هذا:

قال أحمد في مسنده: “22156- حدثنا عصام بن خالد، حدثني صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر الخبائري، وأبي اليمان الهوزني، عن أبي أمامة، أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله وعدني أن يُدخِل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب» فقال يزيد بن الأخنس السلمي: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان. فقال رسول الله ﷺ: «فإن ربي قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث حثيات»”.

فالوارد في الخبر أن مع كل ألف سبعون ألفاً، وليس مع كل واحد منهم سبعون ألفاً (فهنا تذهب ثلاثة أصفار مما ادعى علي جمعة)، ولكي تُخرج الناتج اضرب سبعين في سبعين ألف، والمجموع هنا يكون أربعة ملايين وتسعمائة ألف فقط.

فهذا الشخص الذي يصف أهل الحديث بالنابتة صار فجأة مجتهداً وخلع ربقة التقليد وصار ينظر في النصوص باستقلال، كما ينسب لمن يسميهم نابتة، فجاء بحديث من عنده، فأخطأ بلفظ الحديث وأخطأ بالحساب.

وأما لفظ حديث أبي بكر عند أحمد: “أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقلوبهم [على] قلب رجل واحد، فاستزدت ربى عز وجل، فزادنى مع كل واحد سبعين ألفا”.

فهذا في سنده مبهم ومختلط وخالف الأخبار الأخرى، وليس لفظه كما زعم علي جمعة.