اثر غياب التوحيد فى النظام العالمي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

كتبت المراسلة في موقع ديفيكس ستيفاني بيزلي مراسلة والمختصة بالعمل الخيري العالمي مع التركيز على اللوائح والسياسات مقالاً بتاريخ 19 سبتمبر 2023 بعنوان: إليك ما يمكن تحقيقه إذا تبرع الـ1% (يعني من أثرياء العالم) بـ10% من أموالهم.

كتبت في المقال: “أفاد تقرير جديد أن زيادة التبرعات من أغنى 1% من سكان العالم قد تساعد في القضاء على الفقر لملايين الأشخاص وضمان الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي.

لقد مر أكثر من عقد منذ أن أطلق المليارديرات بيل جيتس وميليندا فرينش جيتس ووارن بافيت مبادرة “التعهد بالعطاء” لتشجيع أثرياء العالم على الالتزام بالتبرع بمعظم ثرواتهم خلال حياتهم أو بعد وفاتهم. وقع أكثر من 240 شخصاً من 29 دولة على هذه المبادرة للوفاء بها، إلا أن خبراء العمل الخيري يخشون أن الأثرياء لا يزالون لا يتبرعون بأموالهم بالسرعة الكافية لتحسين ظروف ملايين الناس حول العالم. يمكن للبشرية القضاء على الفقر المدقع ومنع الجائحة القادمة إذا تبرع أغنى 1% من سكان العالم بـ 10% فقط من دخلهم لمدة عام أو 2.5% من صافي ثروتهم، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مؤسسة لونجفيو للأعمال الخيرية، وهي مجموعة استشارية مقرها لندن”.

أقول: لو كانوا مسلمين ويدفعون زكاة ربع العشر، أو كانوا أهل ذمة تحت حكم المسلمين ويؤخذ من تجارتهم نصف العشر، لتحقق ربع أو نصف ما تحدثوا عنه هنا.

فكيف لو كان هناك عدد أكبر يتبرعون؟

ولا شك أن العمل الخيري المدفوع بتقوى الله عز وجل جعل العالم مكاناً أفضل، غير أن توحش الرأسمالية يلقي بظله.

لا يمكنك أن تلزمهم بشيء غير الضرائب، والتي ينتفعون بها في بلدانهم المتقدمة أصالة، بينما الأمر في الشرع له اعتبار آخر.

ولاحظ أنهم قالوا: 2.5 من صافي ثروتهم، وهذا هو ربع العشر المنصوص عليه في الزكاة في الإسلام، وكأنها إشارة إلى أثر غياب التوحيد على الناس.

وأعظم من بلاء من الفقر الكفر، فغاية الفقر شقاء في الدنيا، وأما الكفر فشقاء في الدنيا والآخرة.

والفقر مع ذهاب الدين يعني الحسد والجريمة والعرضة للاستغلال وذهاب العرض وغيرها من الأمور.

سنوياً ينتحر الملايين أو مئات الآلاف أو يبيعون كرامتهم جراء تراكم الديون عليهم وعدم مقدرتهم على سدادها بسبب الربا، وتراهم فعلوا ذلك ليدعموا أعمالهم فهم ليسوا بطالين.

هذا جزء يسير من ظلام النظام العالمي الذي يقدسه البعض ويريد استيراده، ويتشكك في الدين لأجله وما رأى منه سوى بعض البريق الذي أحيط بشهوات حاضرة تأخذ بلُبِّ من طغت عليه البهيمية.