
هذا أمر محتقر في الإسلام والجاهلية.
قال الخرائطي في «مكارم الأخلاق»: “٢٥٣- قال أبو بكر: أنشدني أبو جعفر العدوي لحاتم طيئ:
ناري ونار الجار واحدة … وإليه قبلي تنزل القدر
ما ضرَّ جارا لي أجاوره … أن لا يكون لبابه ستر
أُغضي إذا ما جارتي برزت … حتى يواري جارتي الخدر،
٢٥٤ – قال أبو بكر: وأنشدني أبو جعفر العدوي أيضا:
[البحر الطويل]
شِرى جارتي سترا فضول لأنني … جعلت جفوني ما حييت لها سترا
وما جارتي إلا كأمي وإنني … لأحفظها سرا وأحفظها جهرا
بعثت إليها أنعمي وتنعمي … فلست محلا منك وجها ولا شعرا”.
حاتم الطائي وهو كافر لا يرجو الله واليوم الآخر افتخر بالأمر.
ومما يذكر في الكتب عن عنترة قوله:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي … حتى يواري جارتي مأوَاها
فسبحان الله! من تواترت شجاعته في الجاهلية ومن تواتر كرمه كلاهما يفخران بالأمر نفسه؛ غض الطرف عن الجارة، مما يدل على أنها فضيلة مستقرة بالنفوس، ويرون أن خلو المرء منها قبح شديد.
هذا وهم لا يرجون الله واليوم الآخر، فما بالك بنا؟
وروى البخاري في «الأدب المفرد» من حديث المقداد بن الأسود: “لأن يزني الرجل بعشر نسوة، أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره”.
وقال أحمد في مسنده: “٢٢٢١١- حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حريز، حدثنا سليم بن عامر، عن أبي أمامة قال: إن فتى شابا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه. مه. فقال: “ادنه”، فدنا منه قريبا، قال: فجلس قال: “أتحبه لأمك؟” قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: “ولا الناس يحبونه لأمهاتهم” قال: “أفتحبه لابنتك؟” قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال: “ولا الناس يحبونه لبناتهم” قال: “أفتحبه لأختك؟” قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: “ولا الناس يحبونه لأخواتهم” قال: “أفتحبه لعمتك؟” قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال:”ولا الناس يحبونه لعماتهم” قال: “أفتحبه لخالتك؟” قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: “ولا الناس يحبونه لخالاتهم” قال: فوضع يده عليه وقال: “اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه””.
نسأل أن يطهِّر قلوب أبناء المسلمين ويحصِّن فروجهم.