قال الله تعالى : ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ
لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ)
قال الله تعالى : ( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ
مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا
وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ
عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
فهؤلاء المشركون ينسبون لله البنات وينزهون أنفسهم عن ذلك
وكذلك أهل الأهواء لهم نصيب من ذلك يقولون بأن كتاب الله ليس كاف للهداية
ويقولون ظواهر نصوص الصفات تشبيه حتى قال قائلهم الأخذ بظواهر القرآن من أصول الكفر
ولا يقولون هذا في كتب مشايخهم بل لو قلت أن كتب أئمتهم غير كافية للهداية
وأن ظواهرها كفر لشق ذلك عليهم ولاتهموك بالطعن فيهم ولحاربوك وهم يقولون هذا في كتاب
الله
وكذلك الذين ينزهون مشايخهم عن أن يقولوا في الله عز وجل ما لا يثبت ولا
يصح ثم ينسبون ذلك للصحابة ويقولون حدثوا عن بني إسرائيل جازمين بما لا تعلم صحته في
ذات الله
فينزهون مشايخهم ولا ينزهون الصحابة ، وينسبون للصحابة ما لو نسبته لهم
لقالوا تطعن فينا !
وهذا حال من ينفر عن كتب السلف فلو قلت عن كتبه هو أو كتب من يعظم أن النصح
بها من علامات الضلال لقال أنت تطعن فيّ
فينزه نفسه ولا ينزه السلف الكرام
ويا عجباً لحال أهل التعطيل أنزل الله عز وجل عليهم كتاباً هو نور وشفاء
وهدى وتبيان لكل شيء ، وأمر بتدبره ويسره للذكر فهل من مدكر
وأمر نبيه أن يبينه ، وبينه السلف أحسن بيان
فتركوا هذا النور كله وأقبلوا على ظلمات علم الكلام ، فما أحسن ما قال
الشافعي فيهم :
أن يضربوا بالجريد والنعال
فلهم حظ من قوله تعالى ( أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ
هُمْ يَكْفُرُونَ)
آمنوا بعلم الكلام الباطل وكفروا بنعمة الله ومن ذلك القرآن وبيانه
ولا يغرنك قول أهل التعطيل أنهم يؤمنون بالقرآن
فأنكروا أولاً أنه كلام الله ، وجعلوه خلقاً من خلقه
ثم عمدوا إلى معانيه في أعظم باب وهو معرفة الله وحرفوها ، بل وزعموا أن
ظاهرها تشبيه والتشبيه كفر فهل هذا حال المؤمنين بالقرآن ؟
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم