قال ابن أبي حاتم في تفسيره [4933]: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن طاوس قال: سمعت ابن عباس يقول: كنت آخر الناس عهدا بعمر ( يعني وهو يحتضر )، فسمعته يقول: القول ما قلت , قال: قلت: وما قلت؟ قال: الكلالة: من لا ولد له ولا والد. أقول : إسناد هذا الخبر صحيح وهو مثير للشجن غاية بالنسبة لي من عدة أوجه أولها أن الأثر لا يكاد يذكر بين الناس على كثرة ما يذكرون عمر ولا حول ولا قوة إلا بالله مع صحة إسناده ثانيها في أن عمر مع فضائله العظيمة لم يحقر من المعروف شيئاً حتى وهو يحتضر فاحتسب في مذاكرة علمية مع ابن عباس في الفرائض ( المواريث ) وثبته على قوله في المسألة واليوم يهون أمر نشر العلم في نفوس كثيرين من المتأهلين إذا لم يجدوا من الشهرة ما تتوق إليه أنفسهم والله المستعان ثالثها في عظيم أمر الفقه عند الصحابة الكرام فهذا عمر في ذلك الموقف المهول الذي تطيش منه أحلام وهو مطعون يرى أن ذكر مسألة فقهية أمر لا يستهجن واليوم كثيرون اعتادوا ألا يذكروا قضايا الأمة إلا في مقابل الاستهزاء بفقه الأحكام ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأن الأمة ما أشغلها عن مجدها الذي ينظر له هذا الشخص سوى معرفة مسائل مما يتعلق بصحة العبادات والمعاملات
يذاكر في العلم وهو يحتضر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
شارك هذا المقال: