واليوم تتم مقارنة هذه الدول مع دول حديثة يفشو بها ما كان يسمى قديما ظلما وطغيانا من السماح بالمنكرات التي تضيع الأعراض وتكثر النزاعات مع انتشار الربا والضرائب وفقدان الهوية الدينية بحيث نجد انتشارا في موجات الانتحار والعدمية حتى في المجتمعات المترفة وصار التغيير في البنية التشريعية متاحا اذ لا مرجع إلا الأهواء عن طريق تكريس الاعلام والأحزاب الموالية باختصار كثير من الظلم صار عدلا باسم القانون
ومع وجود برلمانات إلا أن هذه الدويلات الصغيرة لم تمنع خوض حروب غير عادلة ولا بيع سلاح لظالم ولا دعم طغاة ولا تدبير انقلابات عسكرية ولا ابادات جماعية ولا تجويع قارات بل هناك عشرات النماذج الديمقراطية النقية الفاشلة حتى على مقاييسهم مثل اليونان ودوّل أوروبا الشرقية وزامبيا والفلبين والعديد من دول أمريكا اللاتينية ودوّل البحر الكاريبي وغيرها
هذا مع أن التجارب الناجحة المزعومة والتي لا تخلو من صلة بالإمبريالية أو الرأسمالية عمرها قصير على عرج شديد في قضايا وجودية وليست قرونا من النجاح والتميز
ولا أدري كيف يتم تجاهل كون نهضة العلوم التجريبية في العالم الاسلامي كانت تحت ظل تلك الدول والتي يعترف الجميع بفضلها على البشرية – أعني النهضة العلمية –
وَمِمَّا يسجل لمن يسميهم البعض ( طغاة ) من ملوك المسلمين قديما وفيهم طغاة فعلا أنهم ما أجروا نساء المسلمين لكل من هب ودب بحجة السياحة أو بعضهم يصرح بلفظ الدعارة فهذا أقذر صور الرق والمهانة بل الرق أسمى من هذا وذلك ناقض لكل حرية يعزي بها العبيد أنفسهم
وتلك الامتيازات في الدولة الاسلامية مع وجود تهديد خارجي قوي هو الذي كان يحمل كثير من الناس على احتمال بعض الأمور مع بذل النصح ومع ذلك وقعت في التاريخ الاسلامي ثورات كثيرة وكان ييسرها تقارب القدرة العسكرية بين الثائر والمثور عليه حتى أن تجمعات صغيرة يمكنها احداث زعزعة بخلاف اليوم فالمقدرة العسكرية الكبيرة محتكرة بيد السلطات وكما أن قراءة التاريخ باجتزاء حالم ومقدس ضار فكذلك قراءته بنفس استشراقي أو انهزامي تغريبي ضار أيضا