ياسر الحبيب يبريء أم المؤمنين من حيث لا يشعر
أرسل لي أحد الأخوة مقطعا لياسر الحبيب يقول فيه أن آية الإفك لم تنزل في عائشة لأن الآية ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ) والذين قذفوا عائشة ليسوا عصبة لأنهم لم يلتقوا فقد ذكر منهم في الكتب ثلاثة رجال وامرأة وهؤلاء لا يكونون عصبة ! لأنهم لم يلتقوا !
والعصبة هم القوم الذين يشد قولهم قول بعض وإن لم يلتقوا فقد عصب أحدهم قول الآخر أي شده وقواه
ثم إن الروايات التي سمت أصحاب الإفك نصت على أنهم ما كانوا هؤلاء المذكورين فحسب بل معهم غيرهم
قال الطبري في تفسيره حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبان العطار، قال: ثنا هشام بن عروة، عن عروة: أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: كتبت إليّ تسألني في الذين جاءوا بالإفك، وهم كما قال الله: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) وأنه لم يسمّ منهم أحد إلا حسان بن ثابت، ومسْطَح بن أثاثة، وَحَمْنة بنت جَحْش، وهو يقال في آخرين لا علم لي بهم; غير أنهم عصبة كما قال الله.
غير أن اللطيف أن باشرت باعتراضه هذا نقض تفسير الرافضة للآية
قال القمي في تفسيره : وأما قوله: (إن الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) فإن العامة رووا انها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة وأما الخاصة فإنهم رووا انها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة .
أقول : فإذا كان ياسر الحبيب لم يقبل أن يكون ثلاثة رجال وامرأة عصبة فهل تكون عائشة لوحدها عصبة !
لا شك أن اعتراض ياسر الحبيب يأتي بشكل أقوى على الرواية الرافضية ( ولكنه لا يهتم فغاية أمره التشويش على المسلمين فحسب ) وبالتالي يصير رافضا لروايات الجميع جاعلا الآية نازلة في لا شيء وهذا محال
واللطيف أن القمي أسند روايته في اتهام عائشة بقذف عائشة من طريق عبد الله بن بكير وهو فطحي كافر عندهم ( يعني كفر بإمامة الكاظم ومال إلى أخيه الأفطح )
ولمعرفة كفر الفطحية عندهم راجع أوائل المقالات للمفيد وكتاب الإمامة للصدوق ولهذا يقول الحلي في ابن بكير : أنا أعتمد روايته وإن كان مذهبه فاسداً
وبرواية فاسد عقيدة تخالف ظاهر القرآن والمتواتر يستحلون مثل هذا الهذيان ويسمونه روايات الخاصة ! والله المستعان.