ولادة الشخص العربي في بعض بلدان العجم أو الفرس لا تنفي كونه عربياً خصوصاً إذا ولد فيها وهي تحت حكم أهل الإسلام
ولهذا لا يختلف الناس في كون الإمام أحمد عربياً لأنه شيباني من شيبان ربيعة مع كونه ولد في مرو
وما يشتهر أن أصحاب الكتب الستة من الفرس ناشيء عن هذا الخلط
فالإمام مسلم قشيري عربي وقد ولد في نيسابور
وأبو داود سليمان بن الأشعث أزدي من قبيلة الأزد اليمانية المعروفة وقد ولد في سجستان
والترمذي سلمي من قبيلة سليم المعروفة وقد ولد في ترمذ (تقع في أقصى الجنوب الغربي من أوزبكستان، على الحدود مع أفغانستان)
ومثلهم الدارمي صاحب المسند الذي يسميه الناس ( سنن الدارمي ) هو من سمرقند التي تسمى اليوم أوزبكستان وهو عربي من دارم تميم
بل حتى البخاري لو دققت تجد أن جده كان مولى للعرب الجعفيين ومولى القوم منهم وابن ماجه جده مولى للعرب الربعيين وإن كان ولد في قزوين
والعرب في تلك الآونة وإن كانت أخذتهم الفتوحات إلى ديار غير ديارهم إلى أنهم كانوا مستمسكين بلغتهم العربية وعاداتهم مع تعلمهم ممن حولهم من الأعراق الأخرى وذلك أن لغتهم كانت لغة القرآن والناس كانوا كلهم مسلمين بلغة القرآن راغبين وبعادات المهاجرين والأنصار مقتدين في كثير من أحوالهم
وما من واحد من هؤلاء إلا ورحل إلى العراق والحجاز ومصر والشام واليمن في طلب الحديث وله شيوخ من كل هذه البلدان
وليس في هذا استعلاء على أي أحد فالأعجمي التقي خير من ألف قرشي فاسق ولكنه تصحيح لمفهوم مغلوط منتشر