فقال ابن جرير الطبري في تاريخه (2/513) كتب إلى السرى عن شعيب عن سيف
عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن رجل من بنى سحيم قد شهدها مع خالد قال:
لما اشتد القتال وكانت يومئذ سجالا
انما تكون مرة على المسلمين ومرة على الكافرين فقال خالد ايها الناس امتازوا لنعلم
بلاء كل حى ولنعلم من اين نؤتى فامتاز اهل القرى والبوادى وامتازت القبائل من اهل البادية
وأهل الحاضر فوقف بنو كل أب على رايتهم فقاتلوا جميعا
فقال أهل البوادى يومئذ الان يستحر القتل في الاجزع الاضعف
فاستحر القتل في اهل القرى وثبت
مسيلمة ودارت رحاهم عليه فعرف خالد انها لا تركد الا بقتل مسيلمة ولم تحفل بنو حنيفة
بقتل من قتل منهم
ثم برز خالد حتى إذا كان امام الصف دعا إلى البراز وانتمى وقال انا ابن
الوليد العود انا ابن عامر وزيد ونادى بشعارهم يومئذ ( وكان شعارهم يومئذ يا محمداه
) فجعل لا يبرز له أحد إلا قتله وهو يرتجز أنا ابن أشياخ وسيفي السخت * أعظم شئ حين
يأتيك النفت ولا يبرز له شئ إلا أكله .
أقول : هذه الرواية يحتج بها عباد القبور وموطن حجتهم ( وكان شعارهم يا
محمداه ) ، وهذه الرواية موضوعة لا تصلح للإحتجاج في شيء من أبواب الدين
فإن في سندها سيف بن عمر التميمي وهو كذاب متهم بالزندقة
قال ابن المديني : الهثيم بن عدي أوثق عندي من الواقدي، لا أرضاه في الحديث
ولا في الأنساب ولا في شيء
قلت : والمذكوران أحسن حالاً من سيف
وفي سند الخبر الضحاك بن يربوع لم يوثقه معتبر وتكلم الأزدي فيه لذا ذكره
الذهبي في الميزان
والرجل من بني سحيم مجهول
وهناك رواية أخرى يحتج بها القوم
قال ابن جرير في تاريخه (4/348)(قال أبو مخنف) فحدثني أبو زهير العبسى
عن قرة بن قيس التميمي قال نظرت إلى تلك النسوة لما مررن بحسين وأهله وولده صحن ولطمن
وجوههن قال فاعترضتهن على فرس فما رأيت منظرا من نسوة قط كان أحسن من منظر رأيته منهن
ذلك والله لهن أحسن من مهى يبرين قال فما نسيت من الاشياء لا أنسى قول زينب ابنة فاطمة
حين مرت بأخيها الحسين صريعا وهى تقول يا محمداه يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء
هذا الحسين بالعرا مرمل بالدما مقطع الاعضا يا محمداه وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفى
عليها الصبا .
أقول : وفي سند هذا الخبر لوط بن يحيى أبو مخنف وهو رافضي كذاب قال فيه
ابن حجر :” إخباري تالف “
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم